فصل: (باب الهمزة والحاء وما معهما في الثلاثي)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***


‏(‏باب الهمزة والحاء وما معهما في الثلاثي‏)‏

‏(‏أحد‏)‏

الهمزة والحاء والدال فرع والأصل الواو وَحَد، وقد ذكر في الواو‏.‏ وقال الدريديّ‏:‏ ما استأحدت بهذا الأمر أي ما انفردت به‏.‏

‏(‏أحن‏)‏

الهمزة والحاء والنون كلمةٌ واحدة‏.‏ قال الخليل‏:‏ الإحنَة الحِقْد في الصّدر‏.‏ وأنشد غيرُه‏:‏

مَتَى تكُ في صدرِ ابنِ عَمِّكَ إحْنَةٌ *** فلا تَسْتَثِرْها سوف يبدُو دفِينُها

وقال آخر في جمع إحْنة‏:‏

ما كنتم غيرَ قوم بينكم إحَنٌ *** تُطالبونَ بها لو يَنتهي الطَّلَبُ

ويقال أحِنَ عليه يأْحَنُ إحْنة‏.‏ قال أبو زيد‏:‏ آحَنْتُهُ مُؤَاحَنَةً، أي عاديته‏.‏ وربما قالوا‏:‏ أحِنَ إذا غَضِب‏.‏

واعلم أن الهمزة لا تُجامِعُ الحاء إلا فيما ذكرناه، وذلك لقرب هذه من تلك‏.‏

‏(‏باب الهمزة والخاء وما معهما في الثلاثي‏)‏

‏(‏أخذ‏)‏

الهمزة والخاء والذال أصل واحد تتفرّع منه فروعٌ متقاربة في المعنى‏.‏ ‏[‏أمّا‏]‏ أخذ فالأصل حَوْز الشيء وجبْيُه وجمعه‏.‏ تقول أخذت الشيء آخُذه أخذاً‏.‏ قال الخليل‏:‏ هو خلاف العطاء، وهو التناول‏.‏ قال‏:‏ والأُخْذَةُ رُقْيَةٌ تَأْخُذُ العينَ ونحوَها‏.‏ والمؤَخَّذ‏:‏ الرجل الذي تؤخِّذه المرأة عن رأْيه وتُؤَخّذُه عن النّساء، كأنه حُبِس عنهن‏.‏ والإخَاذة – وأبو عبيد يقول الإخاذ بغير هاء -‏:‏ مجمع الماء شبيه بالغدير‏.‏ قال الخليل‏:‏ لأنّ الإنسان يأخذه لنفسه‏.‏ وجائزٌ أن يسمّى إخاذاً، لأخْذِه من ماء‏.‏ وأنشد أبو عُبيدٍ وغيره لعديّ بن زيد يصف مطراً‏:‏

فآضَ فيه مثلُ العُهُون من *** الرَّوضِ وما ضَنَّ بالإخَاذِ غُدُرْ

وجمع الإخاذ أُخُذ‏.‏ قال الأخطل‏:‏

فظل مرتبِئاً والأُخْذ قد حَمِيَتْ *** وظَنَّ أنَََّ سَبِِيلَ الأُخْذِ مَثْمُودُ

وقال مسروق بن الأجدع‏:‏ ‏"‏ما شبَّهت بأصحاب محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم إلا الإخاذَ، تكفي الإخاذةُ الرّاكبَ وتكفي الإخاذةُ الراكبَينِ وتكفي الإخاذة الفِئَامَ من الناس‏"‏‏.‏ ويستعمل هذا القياس في أدواءٍ تأخذ في الأشياء، وفي غير الأدواء، إلا أنّ قياسها واحد‏.‏ قال الخليل‏:‏ الآخِذُ من الإبل الذي أخَذَ فيه السمن، وهُنّ الأواخذ‏.‏ قال‏:‏ وأخِذَ البعيرُ يَأخَذُ أخَذاً فهو أَخِذٌ، خفيف، وهو كهيئة الجنون يأخذه، ويكون ذلك في الشّاءِ أيضاً‏.‏ فإنْ قال قائل‏:‏ فقد مضى القياسُ في هذا النقاء صحيحاً إلى هذا المكان فما قولك في الرَّمَد، فقد قيل‏:‏ إنّ الأُخُذَ الرَّمدُ والأَخِذُ الرَّمِدُ‏؟‏ قيل لـه‏:‏ قد قُلْنَا إنّ الأدواء تسمَّى بهذا لأخْذها الإنسان وفيه‏.‏ وقد قال مفسِّرُو شعرِ هذيلٍ في قول أبي ذؤيب‏:‏

يَرْمي الغُيوب بعينَيهِ ومَطْرِفُه *** مُغْضٍ كما كَسَفَ المستأخَذُ الرَّمِدُ

يريد أنّ الحمار يرمي بعينيه كلَّ ما غاب عنه ولم يره، وطرفُه مُغْضٍ،

*كما كَسف المستأخَذ الذي قد اشتدّ رمدُه أي اشتدّ أَخْذُه لـه، واستأخذ الرَّمد فيه فكسَفَ نكّس رأسه، ويقال غَمّض‏.‏ فقد صحّ بهذا ما قلناه أنه سمّي أُخُذاً لأنه يستأخِذ فيه‏.‏ وهذه لفظةٌ معروفة، أعني استأخذ، قال ابن أبي ربيعة‏:‏

إليْهم متى يَسْتأخِذُ النَّوْمُ فيهمُ *** ولي مجلسٌ لولا اللُّبَانَةُ أَوْعَرُ

فأمّا نجوم الأخْذ فهي منازل القمر، وقياسها ما قد ذكرناه، لأنّ القمر يأخُذ كلَّ ليلةٍ في منزلٍ منها‏.‏ قال شاعر‏:‏

وأَخْوَتْ نُجومُ الأَخْذِ إلا أَنِضَّةً *** أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليس قاطرها يُثْرِي

‏(‏أخر‏)‏ الهمزة والخاء والراءُ أصل واحدٌ إليه ترجع فروعُه، وهو خلاف التقدُّم‏.‏ وهذا قياسٌ أخذْناه عن الخليل فإنّه قال‏:‏ الآخِر نقيض المتقدّم‏.‏ والأُخُر نقيض القُدُم، تقول مضى قُدُما وتأخَّرَ أُخُراً‏.‏ وقال‏:‏ وآخِرَة الرحل وقادمته ومُؤَخّر الرّحْل ومقَدّمه‏.‏ قال‏:‏ ولم يجئْ مُؤْخِر مخفّفة في شيء من كلامهم إلا في مُؤْخِر العين ومُقْدم العين فقط‏.‏ ومن هذا القياس بِعتُك بيعاً بِأَخِرَةٍ أي نَظِرَة، وما عرفته إلا بأَخَرَة‏.‏ قال الخليل‏:‏ فعل الله بالأَخِرِ أي بالأَبْعد‏.‏ وجئت في أُخْرَياتهم وأُخْرَى القوم‏.‏ قال‏:‏

* أنا الذي وُلِدْتُ في أُخرَى الإبِلْ *

وابن دريد يقول‏:‏ الآخِر تَالٍ للأوَّل‏.‏ وهو قريبٌ ممّا مضى ذكره، إلاّ أنّ قولنا قال آخِر الرّجُلين وقال الآخِر، هو لقول ابن دريد أشد مُلاءمةً وأحسَنُ مطابقة‏.‏ وأُخَرُ‏:‏ جماعة أُخْرَى‏.‏

‏(‏أخو‏)‏ الهمزة والخاء والواو ليس بأصلٍ، لأنّ الهمزة عندنا مبدلة من واو، وقد ذكرت في كتاب الواو بشرحها، وكذلك الآخِيَّة‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏وحيه‏"‏ والجبي هو أصل قولهم ‏"‏الإخاذ‏"‏ التالية‏.‏

أنشده في اللسان ‏(‏5‏:‏5‏)‏

حميت، من الشمس‏.‏ والمثمود‏:‏ الذي فيه بقية من ماء‏.‏ والبيت محرف في اللسان ‏(‏5‏:‏ 5‏)‏ صوابه ما هنا، وما هنا يطابق الديوان ص149‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏الشتاء‏"‏ صوابه في اللسان ‏(‏5‏:‏ 6‏)‏‏.‏

ديوان أبي ذؤيب 125 واللسان ‏(‏أخذ، كسف‏)‏‏.‏ وفي الجمهرة ‏(‏3‏:‏ 237‏)‏‏:‏ ‏"‏ويروى المستأخذ الرمد‏.‏ وهو الجيد‏"‏، يعني بفتح الخاء‏.‏

اللسان‏(‏أخذ، نضض، خوى‏)‏ والأزمنة والأمكنة للمرزوقي ‏(‏1‏:‏ 185‏)‏‏.‏ ويثرى‏:‏ يبل الثرى‏.‏ وفي الأصل‏:‏ ‏"‏نترى‏"‏ تحريف‏.‏ وسيأتي في ‏(‏خوي‏)‏‏.‏

اللسان ‏(‏5‏:‏ 69‏)‏‏.‏

‏(‏باب الهمزة والدال وما معهما في الثلاثي‏)‏

‏(‏أدر‏)‏

الهمزة والدال والراء كلمةٌ واحدة، فهي الأَدْرَةُ والأَدَرَةُ، يقال أَدِرَ يَأْدَرُ، وهو آدَرُ‏.‏ قال‏:‏

نُبِّئتُ عتْبةَ خَضّافَاً تَوَعَّدَنِي *** يا رُبَّ آدَرَ من مَيْثاءَ مَأْفُونِ

‏(‏أدل‏)‏

الهمزة والدال واللام أصلٌ واحدٌ يتفرّع منه كلمتان متقاربتان في المعنى، متباعدتان في الظَّاهر‏.‏ فالإدْلُ اللّبَنُ الحامض‏.‏ والعرب تقول‏:‏ جاء بِإدْلَةٍ ما تُطاقُ ‏[‏حَمَضاً ‏]‏، أي من حموضتها‏.‏ قال ابن السكّيت‏:‏ قال الفرّاء‏:‏ الإدْلُ وجَع العنق‏.‏ فالمعنى في الكراهة واحد، وفيه على رواية أبي عبيد قياسٌ أجود ممّا ذكرناه، بل هو الأصل‏.‏ قال أبو عبيد‏:‏ إذا تلبّد اللبن بعضُه على بعضٍ فلم ينقطع فهو إدْلٌ‏.‏ وهذا أشبهُ بما قاله الفرّاء، لأنّ الوجع في العنق قد يكون من تضامِّ العروق وتلَوِّيها‏.‏

‏(‏أدم‏)‏

الهمزة والدال والميم أصلٌ واحد، وهو الموافقة والملاءمة، وذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمُغيرةِ بن شُعْبة- وخَطَب المَرْأَةَ-‏:‏ ‏"‏لو نظَرْتَ إليها، فإنّه أحْرَى أن يُؤْدَمَ بينكما‏"‏‏.‏ قال الكسائيّ‏:‏ يُؤدَم يعني أن يكون بينهما المحبّة والاتفاق، يقال أَدَمَ يَأدِمُ أَدْماً‏.‏ وقال أبو الجرّاح العُقَيليّ مِثْلَه‏.‏ قال أبو عُبيد‏:‏ ولا أرى هذا إلاّ من أَدْمِ الطّعام، لأنّ صلاحَه وطِيبه إنّما يكون بالإدام، وكذلك يقال طعام مَأْدوم‏.‏ وقال ابن سيرِينَ في طعام كفّارة اليمين‏:‏ ‏"‏أَكْلَةٌ مأْدُومَةٌ حَتّى يَصُدُّوا‏"‏‏.‏ قال‏:‏ وحدّثني بعضُ أهل العلم أنّ دُريدَ بنَ الصِّمّة أراد أن يطلق امرأته فقالت‏:‏ ‏"‏أبا فلان، أتُطَلِّقُني، فوالله لقد أطعمتك مأدُومي وأبْثَثْتُك مكتومي، وأتيتُك بَاهِلاً غيرَ ذاتِ صرار‏"‏‏.‏ قال أبو عبيد‏:‏ ويقال آدَم اللهُ بينهما يُؤْدِم إيداماً فهو مُؤْدَمٌ بينهما‏.‏ قال الشاعر‏:‏

* والبيضُ لا يُؤْدِمْنَ إلاّ مُؤْدَمَا *

أي لا يُحبِبْنَ إلا مُحَبَّباً موضعاً لذلك‏.‏ ومن هذا الباب قولهم جعلت فلاناً أدمَةَ أهلي أي أُسْوتهم، وهو صحيح لأنُه إذا فعل ذلك فقد وفّق بينهم‏.‏ والأدَمَةُ الوسيلة إلى الشيء، وذلك أنّ المخالِف لا يُتوسَّل به‏.‏ فإن قال قائلٌ‏:‏ فعلى أيِّ شيء تحمل الأدَمة وهي باطن الجلد‏؟‏ قيل لـه‏:‏ الأدَمة أحسن ملاءمة للَّحْم من البشرة، ولذلك سُمّي آدم عليه السلام؛ لأنّه أخذ من أدَمة الأرض‏.‏

ويقال هي الطبقة الرابعة‏.‏ والعرب تقول مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، أي قد جمع لِينَ الأدَمة وخشونة البشَرة‏.‏ فأما اللّون الآدَم فلأنّه الأغلبُ على بني آدم‏.‏ وناس تقول‏:‏ أديم الأرض وأَدَمَتُها وجهها‏.‏

‏(‏أدو‏)‏

الهمزة والدال والواو كلمةٌ واحدة‏.‏ الأدْوُ كالخَتْل والمراوَغَة‏.‏ يقال أدا يأدُوا أدْواً‏.‏ وقال‏:‏

أدَوْتُ لـه لآخذه *** فهيهات الفتى حَذِرا

وهذا شيءٌ مشتقٌّ من الأداة، لأنّها تعمل أعمالاً حتّى يُوصَل بها إلى ما يراد‏.‏ وكذلك الخَتْل والخَدْع يَعْملانِ أعمالاً‏.‏ قال الخليل‏:‏ الألف التي في الأداة لا شك أنّها واو، لأنّ الجِماع أدواتٌ‏.‏ ويقال رجلٌ مُؤْدٍ عَامِلٌ‏.‏ وأداةُ ‏[‏الحرب‏]‏‏:‏ السِّلاحُ‏.‏ وقال‏:‏

أمُرُّ مُشِيحاً مَعِي فِتْيَةٌ *** فمِن بينِ مُؤْدٍ و‏[‏مِنْ‏]‏ حاسرِ

ومن هذا الباب‏:‏ استأديت على فلانٍ بمعنى استعديت، كأنّك طلبت به أداةً تمكِّنُك من خَصْمك‏.‏ وآدَيْتُ فلاناً أي أعَنْتُه‏.‏ قال‏:‏

* إنِّي سأُوديك بسَيْرٍ وكْزِ *

‏(‏أدي‏)‏

الهمزة والدّال والياء أصلٌ واحد، وهو إيصال الشيء إلى الشيء أو وصوله إليه من تلقاء نفسه‏.‏ قال أبو عبيد‏:‏ تقول العرب للَّبَن إذا وصل إلى حال الرُّؤوبِ، وذلك إذا خَثُر‏:‏ قد أدى يَأْدي أُدِيّاً‏.‏ قال الخليل‏:‏ أدّى فلان يؤدّي ما عليه أداءً وتَأْدِيَةً‏.‏ وتقول فلانٌ آدَى للأمانة منك‏.‏ وأنشد غيره‏:‏

أدّى إلى هِنْدٍ تَحيَّاتِها *** وقال هذا من وَدَاعي بِكِرْ

‏(‏أدب‏)‏

الهمزة والدال والباء أصل واحد تتفرع مسائله وترجع إليه‏:‏ فالأدْب أن تجمع النّاس إلى طعامك‏.‏ وهي المَأْدَبَة والمأدُبَة‏.‏ والآدِب الداعي‏.‏ قال طرفة‏:‏

نحنُ في المَشْتاةِ ندْعُو الجَفَلَى *** لا تَرَى الآدبَ فينا ينتقِرْ

والمآدِب‏:‏ جمع المأدَُبَة، قال شاعر‏:‏

كأنَّ قُلوبَ الطَّيرِ في قعر عُشِّها *** نَوَى القَسْبِ مُلْقىً عند بَعْضِ المآدبِ

ومن هذا القياس الأدَبُ أيضاً، لأنّه مُجمَعٌ على استحسانه‏.‏ فأمَّا حديث عبد الله ابن مسعود‏:‏ ‏"‏إنَّ هذا القرآنَ مَأْدُبَةُ الله تعالى فتعلموا مِن مأدُبته‏"‏ فقال أبو عبيد‏:‏ من قال مأدبة فإنّه أراد الصّنيع يصنعه الإنسان يدعو إليه النّاس‏.‏ يقال منه أَدَبْتُ على القوم آدِبُ أَدْباً، وذكر بيت طرفة، ثمّ ذكر بيت عدي‏:‏

زجِلٌ وَبْلُه يُجَاوِبُهُ دُ *** فٌّ لِخُونٍ مَأْدُوبةٍ وزَميرُ

قال‏:‏ ومن قال مَأْدَبَة فإنّه يذهب إلى الأدَب‏.‏ يجعله مَفْعَلة من ذلك‏.‏ ويقال إن الإدْبَ العَجَبُ‏.‏ فإنْ كان كذا فلتجمُّع الناس له‏.‏

التكملة من اللسان ‏(‏أول‏)‏ والغريب المصنف 84‏.‏

النص في الغريب المصنف 84‏.‏

في اللسان ‏(‏14‏:‏ 273‏)‏‏:‏ ‏"‏ولذلك‏"‏‏.‏

القصة في اللسان ‏(‏14‏:‏ 274‏)‏، وستأتي في ‏(‏بهل‏)‏‏.‏

البيت وتفسيره في اللسان ‏(‏14‏:‏ 273‏)‏‏.‏

في اللسان ‏(‏17‏:‏ 25‏)‏‏:‏ ‏"‏حذراً‏"‏ وقال‏:‏ ‏"‏نصب حذراً بفعل مضمر، أي لا يزال حذراً‏"‏‏.‏ وورد البيت في الأصل‏:‏ ‏"‏لتأخذه فهيهات الفتى حذر‏"‏، وصواب روايته من اللسان والجمهرة ‏(‏3‏:‏ 276‏)‏‏.‏

تكملة بها يلتئم الكلام‏.‏ وفي اللسان‏:‏ ‏"‏وأداة الحرب سلاحها‏"‏‏.‏

البيت في اللسان ‏(‏17‏:‏ 345/ 18‏:‏ 26‏)‏ برواية‏:‏ ‏"‏بسير وكن‏"‏‏.‏ وفسره في ‏(‏وكن‏)‏ بأنه سير شديد‏.‏ لكن رواية الأصل والمجمل أيضاً‏:‏ ‏"‏وكز‏"‏ بالزاي‏.‏ وهو من قولهم وكر وكزا في عدوه من فزع أو نحوه‏.‏ ويقال أيضاً وكز يوكز توكيزاً‏.‏ روى الأخيرة ابن دريد في الجمهرة ‏(‏3‏:‏ 17‏)‏ وقال‏:‏ ‏"‏وليس بثبت‏"‏‏.‏ ورواية اللسان عن الجمهرة محرفة‏.‏

في اللسان‏:‏ ‏"‏قال أبو منصور‏:‏ وما علمت أحداً من النحويين أجاز آدى‏"‏

البيت من أبيات لابن أحمر، رواها ابن منظور في اللسان ‏(‏19‏:‏ 57‏)‏ والرواية فيه‏:‏ ‏"‏من دواعي دبر‏"‏، محرفة‏.‏ وبكر، أراد بكر، بالكسر، فأتبع الكاف الباء في الكسر‏.‏

البيت لصخر الغي، يصف عقاباً‏.‏ اللسان ‏(‏1‏:‏ 200‏)‏‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏فقلموا‏"‏، صوابه في اللسان ‏(‏1‏:‏ 201‏)‏‏.‏

البيت محرف في اللسان ‏(‏أدب‏)‏ وعجزه في ‏(‏16‏:‏ 304‏)‏‏.‏ وأنشده الجواليقي في المعرب 130 برواية ‏"‏زجل عجزه‏"‏ وقال‏:‏ ‏"‏يعني أنه يجاوبه صوت رعد آخر من بعض نواحيه كأنه قرع دف يقرعه أهل عرس دعوا الناس إليها‏"‏‏.‏ وانظر شعراء النصرانية 454-456‏.‏

في اللسان‏:‏ ‏"‏الأصمعي‏:‏ جاء فلان بأمر أدب، مجزوم الدال، أي بأمر عجيب‏"‏‏.‏

‏(‏باب الهمزة والذال وما معهما في الثلاثي‏)‏

‏(‏أذن‏)‏

الهمزة والذال والنون أصلان متقارِبان في المعنى، متباعدان في اللفظ، أحدهما أُذُنُ كلِّ ذي أُذُن، والآخَر العِلْم؛ وعنهما يتفرّع البابُ كلُّه‏.‏ فأمّا التقارب فبالأُذُن يقع علم كلِّ مسموعٍ‏.‏ وأمّا تفرُّع الباب فالأذُن معروفة مؤنثة‏.‏ ويقال لذي الأُذُنِ آذَنُ، ولذات الأُذُن أَذْنَاء‏.‏ أنشد سلمة عن الفرّاء‏:‏

مثل النّعامة كانت وهي سالمةٌ *** أذْنَاءَ حتّى زهاها الحَيْنُ والجُنُنُ

أراد الجنون‏:‏

جاءت لتَشرِيَ قَرْناً أو تعوِّضَه *** والدَّهرُ فيه رَبَاحُ البيع والغَبنُ

فقيل أُذْناكِ ظُلْمٌ ثمت اصْطُلمت *** إلى الصِّماخِ فلا قَرْنٌ ولا أُذُنُ

ويقال للرجل السامع من كلِّ أحدٍ أذُنٌ‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمِنْهُمُ الّذِينَ يُؤْذُونَ النّبيَّ ويَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ‏}‏ ‏[‏التوبة 61‏]‏‏.‏ والأذُن عُروة الكوز، وهذا مستعار‏.‏ والأَذَنُ الاستماع، وقيل أَذَنٌ لأنه بالأُذُن يكون‏.‏ وممّا جاء مجازاً واستعارةً الحديث‏:‏ ‏"‏ما أذِنَ الله تعالى لشيءٍ كأَذَنِهِ لنبيٍّ يتغنَّى بالقُرآن‏"‏ وقال عديُّ بنُ زيدٍ‏:‏

أيُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بِدَدَنْ *** إنَّ هَمِّي في سمَاع و*أَذَنْ

وقال أيضاً‏:‏

وسماعٍ يأذَنُ الشَّيخُ لـهُ *** وحديثٍ مِثْلِ مَاذِيٍّ مُشارِ

والأصل الآخر العِلْم والإعلام‏.‏ تقول العرب قد أذِنْتُ بهذا الأمر أي عَلِمْت‏.‏ وآذَنَني فُلانٌ أعلَمَني‏.‏ والمصدر الأَذْن والإيذان‏.‏ وفَعَلَه بإذْني أي بِعِلمي، ويجوز بأمري، وهو قريبٌ من ذلك‏.‏ قال الخليل‏:‏ ومن ذلك أذِن لي في كذا‏.‏ وفي الباب الأذان، وهو اسم التّأذين، كما أنّ العذاب اسمُ التعذيب، وربما حوّلوه إلى فَعِيل فقالوا أذِينٌ‏.‏ قال‏:‏

*حتّى إذا نُودِيَ بالأَذينِ*

والوجه في هذا أنّ الأذين ‏[‏الأذان‏]‏، وحجته ما قد ذكرناه‏.‏ والأذين أيضاً‏:‏ المكان يأتيه الأذانُ من كلِّ ناحيةٍ‏.‏ وقال‏:‏

طَهُور الحصى كانَتْ أذيناً ولم تكن *** بها رِيبةٌ مما يُخافُ تَرِيبُ

والأذين أيضاً‏:‏ المؤذِّن‏.‏ قال الراجز‏:‏

فانكشحَتْ لـه عليها زَمْجَرَهْ *** سَحْقاً وما نادَى أَذِينُ المدَرَهْ

أراد مؤذِّن البيوت التي تبنَى بالطِّين واللّبِن والحجارة‏.‏ فأما قوله تعالى‏:‏

‏{‏وَإذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ‏}‏ ‏[‏إبراهيم 7‏]‏، فقال الخليل‏:‏ التّأذُّن من قولك لأفعلنَّ كذا، تريد به إيجاب الفعل، أي سأفعله لا محالة‏.‏ وهذا قولٌ‏.‏ وأوضَحُ منه قولُ الفرّاء تأَذَّن رَبُّكم‏:‏ أَعلَمَ رَبُّكم‏.‏ وربما قالت العرب في معنى أفعَلْتُ‏:‏ تفَعَّلْتُ‏.‏ ومثله أَوْعَدَني وتَوَعَّدني؛ وهو كثير‏.‏ وآذِنُ الرّجُلِ حاجبُه، وهو من الباب‏.‏

‏(‏أذي‏)‏

الهمزة والذال والياء أصل واحد، وهو الشيء تتكرّهُه ولا تَقَِرُّ عليه‏.‏ تقول‏:‏ آذَيْتُ فلاناً أُوذِيهِ‏.‏ ويقال بعير أَذٍ وناقةٌ أَذِيَةٌ إذا كان لا يَقَِرّ في مكانٍ من غير وجع، وكأنه يَأْذَى بمكانه‏.‏

‏(‏باب الهمزة والراء وما معهما في الثلاثي‏)‏

‏(‏أرز‏)‏

الهمزة والراء والزاء أصل واحد لا يُخْلف قياسُه بتّةً، وهو التجمّع والتّضامّ‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏إنّ الإسلام ليَأْرِزُ إلى المدينة كما تَأْرِزُ الحيّة إلى جُحرها‏"‏‏.‏ ويقولون‏:‏ أرَزَ فلانٌ، إذا تَقَبَّض من بُخْله‏.‏ وكان بعضهم يقول‏:‏ ‏"‏إنّ فلاناً إذا سئل أَرَزَ، وإذا دُعِي انتَهَزَ‏"‏‏.‏ ورجلٌ أَرُوزٌ إذا لم ينبسط للمعروف‏.‏ قال شاعر‏:‏

* فذاك بَخَّالٌ أرُوزُ الأَرْزِ *

يعني أنّه لا ينبسط لكنّه ينضمّ بعضُه إلى بعض‏.‏ قال الخليل‏:‏ يقال ما بلغ فلانٌ أعلى الجبل إلاّ آرِزاً، أي منقبضاً عن الانبساط في مَشْيه، من شدّة إعيائه‏.‏ وقد أَعْيا وأرَزَ‏.‏ ويقال ناقةٌ آرِزَةُ الفَقارَةِ، إذا كانت شديدةً متداخلاً بعضُها في بعض‏.‏ وقال زهير‏:‏

بآرِزَةِ الفَقَارَةِ لم يَخُنْها *** قِطَافٌ في الرِّكابِ ولا خِلاء

فأمّا قولُهم لليلة الباردة آرِزَة فمن هذا، لأنّ الخَصِر يتضامّ‏.‏

‏(‏أرس‏)‏

الهمزة والراء والسين ليست عربيّة‏.‏ ويقال إنّ الأراريس الزرّاعون، وهي شاميّة‏.‏

‏(‏أرش‏)‏

الهمزة والراء والشين يمكن أن يكون أصلا، وقد جعلها بعضُ أهل العلم فرعاً، وزعَمَ أنّ الأصل الهرشُ، وأنّ الهمزة عوضٌ من الهاء‏.‏ وهذا عندي متقارب، لأنّ هذين الحرفين -أعني الهمزة والهاء- متقاربان، يقولون إياك وهِيَّاك، وأرقْتُ وهَرَقت‏.‏ وأيّاً كان فالكلام من باب التحريش، يقال أرَّشْت الحربَ والنارَ إذا أوقدتَهما‏.‏ قال‏:‏

وما كنتُ مِمَّنْ أرَّشَ الحربَ بينهم *** ولكنَّ مَسْعوداً جناها وَجُنْدُبا

وأَرْشُ الجِنايَة‏:‏ دِيَتُها، وهو أيضاً ممّا يدعو إلى خلافٍ وتحريش، فالباب واحد‏.‏

‏(‏أرض‏)‏

الهمزة والراء والضاد ثلاثة أصول، أصل يتفرع وتكثر مسائله، وأصلان لا ينقاسانِ بل كلُّ واحدٍ موضوعٌ حيثُ وضعَتْه العرب‏.‏ فأمّا هذان الأصلان فالأرض الزُّكْمَةُ، رجل مأروضٌ أي مزكوم‏.‏ وهو أحدهما، وفيه يقول الهذلي‏:‏

جَهِلْتَ سَعُوطَكَ حتّى تخا *** ل أَنْ قد أُرِضْتَ ولم تُؤْرَضِ

والآخر الرِّعدة، يقال بفلانٍ أرْضٌ أي رِعْدَةٌ، قال ذو الرُّمّة‏:‏

إذا توجَّسَ رِكْزاً مِن سَنابِكِها *** أو كان صاحبَ أَرْضٍ *أو به مُومُ

وأمّا الأصل الأوّل فكلُّ شيءٍ يسفُل ويقابل السّماءَ، يُقال لأعلى الفرس سماءٌ، ولقوائمه أرض‏.‏ قال‏:‏

وأحمرَ كالدِّيباجِ أمّا سَماؤُه *** فرَيّا وأما أرْضُه فَمَُحُول

سماؤه‏:‏ أعاليه، وأرضه‏:‏ قوائمه‏.‏ والأرضُ‏:‏ التي نحنُ عليها، وتجمع أَرَْضين، ولم تجئْ في كتاب الله مجموعةً‏.‏ فهذا هو الأصل ثم يتفرع منه قولهم أرْضٌ أَرِيضَةٌ، وذلك إذا كانت ليّنة طيِّبة‏.‏ قال امرؤ القيس‏:‏

بلادٌ عَرِيضَةٌ وأرْضٌ أرِيضَةٌ *** مدافعُ غَيْثٍ في فَضاءٍ عَرِيضِ

ومنه رجل أرِيضٌ للخَيْر أي خليقٌ لـه، شُبِّه بالأرض الأريضة‏.‏ ومنه تَأَرَّضَ النَّبْتُ إذا أمكَن أن يُجَزّ، وجَدْيٌ أريضٌ إذا أمكنه أنْ يتَأَرّضَ النَّبْت‏.‏ والإراض‏:‏ بِساطٌ ضخم من وبَرٍ أو صُوف‏.‏ ويقال فلانٌ ابنُ أرضٍ، أي غريب‏.‏ قال‏:‏

* أتانا ابْنُ أَرْضٍ يَبْتغي الزَّاد بعدما *

ويقال‏:‏ تأرّض فلانٌ إذا لزِم الأرضَ‏.‏ قال رجلٌ من بني سعد‏:‏

وصاحبٍ نبّهتُه ليَنْهضَا *** فقام ما التاثَ ولا تَأَرَّضَا

‏(‏أرط‏)‏

الهمزة والراء والطاء كلمة واحدة لا اشتقاق لها، وهي الأَرْطَى الشجرة، الواحدة منها أرْطاة، وأرْطاتان وأرْطَيَاتٌ‏.‏ وأَرْطَىً منوَّن، قال أبو عمرو‏:‏ أرْطاةٌ وأرْطىً، لم تُلحَق الألف للتأنيث‏.‏ قال العجّاج‏:‏

* في مَعْدِنِ الضَّالِ وأرطىً مُعْبِلِ *

وهو يُجرَى ولا يُجْرَى‏.‏ويقال هذا أرْطىً كثير وهذه أرْطَى كثيرة‏.‏ ويقال أَرْطَتِ الأرض‏:‏ أنبتت الأَرْطى، فهي مُرْطِئةٌ‏.‏ وذكر الخليل كلمةً إنْ صحّت فهي من الإبدال، أُقيمت الهمزةُ فيها مُقام الهاء‏.‏ قال الخليل‏:‏ الأرِيط‏:‏ العاقِرُ من الرِّجال‏.‏ وأنشد‏:‏

* ماذا ترجِّينَ من الأَريطِ *

والأصل فيها الهَرَط يقال نعجة هَرِطَةٌ، وهي المهزولة التي لا تُنْتَفع بلحمها غُثُوثة‏.‏ والإنسان يَهْرِطُ في كلامه، إذا خلط‏.‏ وقد ذكر هذا في بابه‏.‏

‏(‏أرف‏)‏

الهمزة والراء والفاء أصل واحد، لا يقاس عليه ولا يتفرَّع منه‏.‏ يقال أُرِّفَ على الأرضِ إذا جُعِلَتْ لها حدودٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏كلُّ مالٍ قُسِم وَأرِّفَ عليه فلا شُفْعَة فيه‏"‏، و‏"‏الأُرَفُ تَقْطع كلَّ شُفْعَة‏"‏‏.‏

‏(‏أرق‏)‏

الهمزة والراء والقاف أصلان، أحدهما نِفار النّوم ليلاً، والآخر لون من الألوان‏.‏ فالأوّل قولهم أرِقْتُ أَرَقاً، وأرَّقَنِي الهَمُّ يُؤَرِّقُني‏.‏ قال الأعشى‏:‏

أَرِقْتُ ومَا هذا السُّهادُ المُؤَرِّقُ *** وما بيَ مِنْ سُقْمٍ وما بي مَعْشَقُ

ويقال آرَقني أيضاً‏.‏ قال تأبّط شرّاً‏:‏

يا عِيدُ مالَكَ مِنْ شوقٍ وإيراقِ *** ومَرِّ طَيفٍ على الأَهوالِ طَرّاقِ

ورجل أرِقٌ وآرِق، على وزن فَعِلٍ وفاعل‏.‏ قال‏:‏

* فبتُّ بليلِ الآرِقِ المتململِ *

والأصل الآخر قولُ القائل‏:‏

ويتركُ القِرْنَ مُصْفرّاً أناملُه *** كأنَّ في رَيطتَيْهِ نَضْحَ أَرْقانِ

فيقال إنّ الأرْقان شجرٌ أحمر‏.‏ قال أبو حنيفة‏:‏ ومن هذا أيضاً الأرَقان الذي يصيب الزَّرع، وهو اصفرارٌ يعتريه، يقال زَرْعٌ مأرُوقٌ وقد أُرِق‏.‏ ورواه اللّحيانيُّ الإراق والأرْق‏.‏

‏(‏أرك‏)‏

الهمزة والراء والكاف أصلان عنهما يتفرّع المسائل، أحدهما شجر، والآخر الإقامة‏.‏ فالأول الأراك وهو شجرٌ معروف‏.‏

*حدثنا ابن السُّنّيّ عن ابن مسبّح، عن أبي حنيفة أحمد بن داود قال‏:‏ الواحد من الأرَاك أرَاكَة، وبها سمّيت المرأة أراكة‏.‏ قال‏:‏ ويقال ائترك الأرَاكُ إذا استحكم‏.‏ قال رؤبة‏:‏

* من العِضاهِ والأراك المُؤْتَرِكْ *

قال أبو عمرو‏:‏ ويقال للإبل التي تأكل الأراك أرَاكِيّةٌ وأوَارك‏.‏ وفي الحديث ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بعرَفَةَ بلبَنِ إبلٍ أَوَارِكَ‏"‏‏.‏ وأرضٌ أرِكَةٌ كثيرة الأرك‏.‏ ويقال للإبل التي ترعى الأرَاك أرِكَةٌ أيضاً، كقولك حامض من الحمْضِ‏.‏ وقال أبو ذُؤيب‏:‏

تَخَيَّرُ مِنْ لبن الآركا *** ت بالصَّيفِ‏.‏‏.‏‏.‏

والأصل الثاني الإقامة‏.‏ حدّثني ابن السُّنّيّ عن ابن مُسَبِّح عن أبي حنيفة قال‏:‏ جَعَل الكسائيُّ الإبل الأَرَاكِيّةَ من الأُرُوك وهو الإقامة‏.‏ قال أبو حنيفة‏:‏ وليس هذا مأخوذاً من لفظ الأرَاكِ، ولا دالاًّ على أنها مُقيمةٌ في الأراك خاصّة، بل هذا لكلِّ شيءٍ، حتى في مُقام الرّجُل في بيته، يقال منه أرَكَ يأْرِكُ ويَأرُكُ أُرُوكاً‏.‏ وقال كُثيِّر في وصف الظّعُن‏:‏

وفوقَ جِمال الحيِّ بِيضٌ كأنّها *** على الرّقْم أَرْآمُ الأثيل الأواركُ

والدليل على صحَّة ما قاله أبو حنيفة تسميتهم السَّرير في الحجَلة أرِيكةً، والجمع أرائك‏.‏ فإن قال قائلٌ‏:‏ فإنّ أبا عُبيدٍ زعَمَ أنه يقال للجرح إذا صَلَحَ وتماثل أرك يَأرُِك أروكا؛ قيل لـه‏:‏ هذا من الثاني، لأنه إذا اندمَلَ سكن بَغْيُه وارتفاعُه عن جِلْدة الجريح‏.‏

ومن هذا الباب اشتقاق اسم أَرِيك، وهو موضع‏.‏ قال شاعر‏:‏

فمرَّتْ على كُشُبٍٍ غُدْوَةً *** وحاذَتْ بجَنْبِِِ أَرِيكٍٍ أَصِِِيلاً

وأما ‏(‏الهمزة والراء واللام‏)‏

فليس بأصل ولا فرع، على أنهم قالوا‏:‏ أرُلُ جبل، وإنما هو بالكاف‏.‏

‏(‏أرم‏)‏

الهمزة والراء والميم أصلٌ واحد، وهو نَضْد الشيء إلى الشيء في ارتفاعٍ ثم يكون القياس في أعلاه وأسفله واحدا‏.‏ ويتفرّع منه فرعٌ واحد، هو أخْذُ الشيء كلِّه، أكلاً وغيره‏.‏ وتفسير ذلك أنّ الأَرْمَ ملتقى قبائل الرأس، والرأس الضخم مؤرَّم‏.‏ وبيضة مُؤَرّمَةٌ واسعةُ الأعلى‏.‏ والإرَم العَلَم، وهي حجارةٌ مجتمعة كأنَّها رجلٌ قائم‏.‏ ويقال إرَمِيٌّ وأَرَمِيٌّ، وهذه أسنِمةٌ كالأيارِم‏.‏ قال‏:‏

* عَنْدَلَة سَنَامَها كالأيرمِ *

قال أبو حاتم‏:‏ الأُرُومُ حروف هامة البعير المسِنّ‏.‏ والأَرُومَة أصل كلِّ شجرة‏.‏ وأصل الحَسَب أَرومة، وكذلك أصلُ كلّ شيء ومجتَمَعُه‏.‏ والأُرَّم الحجارة في قول الخليل، وأنشد‏:‏

* يَلُوكُ مِنْ حَرْدٍ عَلَيْنا الأُرَّما *

ويقال الأُرَّم الأضراس، يقال هو يَحْرُق عليه الأُرّمَ‏.‏ فإن كان كذا فلأنها تَأْرِمُ ما عَضَّت‏.‏ قال‏:‏

نُبّئْتُ أَحْمَاءَ سُلَيْمى إنّمَا *** باتُوا غِضاباً يَحْرُقُون الأُرَّما

وأَرَمَتْهم السّنَةُ استأصَلَتْهُم، وهي سنونَ أوَارِم‏.‏ وسكّينٌ آرِمٌ قاطع‏.‏ وأَرَمَ ما على الخِوان أكلَه كلَّه‏.‏وقولهم أَرَمَ حَبْلَهُ من ذلك، لأنّ القوى تُجمَع وتُحكَمُ فَتْلاً‏.‏ وفلانة حَسَنَةُ الأَرْم أي حَسَنَةُ فَتْلِ اللّحْمِ‏.‏ قال أبو حاتم‏:‏ ما في فلان إرْمٌ، بكسر الألف وسكون الراء، لأن السِّن يأرِمُ‏.‏ وأرضٌ مَأْرُومةٌ أُكِل ما فيها فلم يُوجَد بها أصلٌ ولا فرع‏.‏ قال‏:‏

* ونَأْرِمُ كـلَّ نابتةٍ رِعَاءً *

‏(‏أرن‏)‏

الهمزة والراء والنون أصلان، أحدهما النّشاط‏.‏ والآخر مأْوىً يأوِي إليه وحْشِيٌّ أو غيرهُ‏.‏ فأمّا الأول فقال الخليل‏:‏ الأَرَنُ النّشاط، أرِنَ يأْرَنُ أرَناً‏.‏ قال الأعشى‏:‏

تراه إذا ما غدا صَحْبُه *** به جانبَيْهِ كشَاةِ الأَرَنْ

والأصل الثاني قولُ القائل‏:‏

وكم من إرَانٍٍ قد سَلَبْتُ مَقِِيلَهُ *** إذا ضَنَّ بالوَحْشِِ العِِتَاق معَاقِِلُه

أراد المَكْنَس، أي كم مَكنَسٍ قد سلبْتُ أن يُقالَ فيه، من القيلولة‏.‏ قال ابن الأعرابي‏:‏ المئرانُ مأوى البَقَر من الشّجر‏.‏ ويقال للموضع الذي يأوي إليه الحِرباء أُرْنَةٌ‏.‏ قال ابنُ أحمر‏:‏

وتَعَلَّلَ الحِرْبَاء أُرْنَتَهُ *** متشاوِساً لِوَريدهِ نَقْرُ

‏(‏أرو‏)‏

وأما الهمزة والراء والواو فليس إلاّ الأَرْوَى، وليس هو أصلاً يُشْتَقُّ منه ولا يُقاس عليه‏.‏ قال الأصمعيّ‏:‏ الأرْوِيَّة الأنثى من الوُعُول وثلاثُ أرَاوِيّ إلى العشر، فإذا كثرت فهي الأَرْوَى‏.‏ قال أبو زيد‏:‏ يقال للذكر والأنثى أُرْوِية‏.‏

‏(‏أري‏)‏

أما الهمزة والراء والياء فأصل يدلّ على التثبُّت والملازمة‏.‏ قال الخليل‏:‏ أرْيُ القِدر ما التزق بجوانبها من مَرَقٍ، وكذلك العسل الملتزِق بجوانب العَسّالة‏.‏ قال الهُذَلي‏:‏

أرْيُ الجَوارِسِ في ذُؤَابَةِ مُشْرِفٍ *** فيه النُّسُورُ كما تحبَّى الموكبُ

يقول‏:‏ نزلت النُّسور فيه لوعورته فكأنّها مَوكِبٌ‏.‏ قعدوا مُحْتَبِينَ مطمئنّين‏.‏ وقال آخر‏:‏

* ممَّا تَأْتَرِي وتَتِيعُ *

أي مَا تُلْزِقُ وتُسِيل‏.‏ والتزاقه ائتِراؤُه‏.‏ قال زهير‏:‏

*يَشِمْنَ بُرُوقَهُ ويُرِشُّ أرْيَ الـ *** جَنوبِ على حَواجِبِها العَماءُ

فهذا أريُ السحاب، وهو مستعارٌ من الذي تقدَّم ذكره‏.‏ ومن هذا الباب التّأرِّي التوقُّع‏.‏ قال‏:‏

لا يَتَأَرَّى لِما في القِدْرِ يَرْقُبُهُ *** ولا يَعَضُّ على شَرسُوفِهِ الصَّفَرُ

يقول‏:‏ يأكل الخبز القَفَارَ ولا ينتظر غِذاءَ القوم ولا ما في قُدورهم‏.‏ ابنُ الأعرابيّ‏:‏ تَأَرَّى بالمكان أقام، وتَأَرَّى عن أصحابه تخلّف‏.‏ ويقال بينهم أرْيُ عداوةٍ، أي عداوةٌ لازِمة، وأرْيُ النَّدَى‏:‏ ما وقع من النّدَى على الشَّجَر والصَّخر والعُشب فلم يزَلْ يلتزِقُ بعضُه ببعض‏.‏ قال الخليل‏:‏ آرِيُّ الدَّابّةِ معروف، وتقديره فاعول‏.‏ قال‏:‏

* يعتَادُ أرْباضاً لَها آرِيُّ *

قال أبو علي الأصفهانيّ‏:‏ عن العامريّ التَّأرية أن تعتَمد على خشبةٍ فيها ثِنْيُ حبلٍ شديد فتُودِعَها حُفرةً ثم تحثُوَ الترابَ فوقَها ثمّ يشدَّ البعيرُ لِيَلِينَ وتنكسر نفسه‏.‏ يقال أَرِّ لبعيرِكَ وأَوْكِد لـه‏.‏ والإيكاد والتأرية واحد، وقد يكون للظباء أيضاً‏.‏ قال‏:‏

وكانَ الظِّباءُ العُفْرُ يَعْلَمْنَ أنَّه *** شَديدُ عُرَى الآرِيِّ في العُشَراتِ

‏(‏أرب‏)‏

الهمزة والراء والباء لها أربعةُ أصولٍ إليها ترجِع الفروع‏:‏ وهي الحاجة، والعقل، والنَّصيب، والعَقْد‏.‏ فأمّا الحاجة فقال الخليل‏:‏ الأرَب الحاجة، وما أَرَبُك إلى هذا، أي ما حاجتك‏.‏ والمأْرَبة والمَأْرُبَة والإرْبة، كل ذلك الحاجة‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏غَيْرِ أُوْلِي الإرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ‏}‏ ‏[‏النور 31‏]‏‏.‏ وفي المثل‏:‏ ‏"‏أرَبٌ لا حَفَاوَةٌ‏"‏ أي حاجةٌ جاءت بك ولا وُدٌّ ولا حُبّ‏.‏ والإرْب‏:‏ العقل‏.‏ قال ابن الأعرابيّ‏:‏ يقال للعقل أيضاً إربٌ وإرْبة كما يقال للحاجة إرْبَةٌ وإرْبٌ‏.‏ والنعت من الإرْبِ أرِيبٌ، والفعل أَرُب بضم الراء‏.‏ وقال ابن الأعرابيّ‏:‏ أرُبَ الرجل يَأْرُبُ إرَباً‏.‏ ومن هذا الباب الفَوز والمهارة بالشّيء، يقال أرِبْتُ بالشيء أي صِرتُ به ماهراً‏.‏ قال قيس‏:‏

أرِبْتُ بدَفْعِ الحَرْبِ لمّا رأيتُها *** على الدَّفْعِ لا تزدَادُ غير تقارُبِ

ويقال آرَبْتُ عليهم فُزْتُ‏.‏ قال لَبيد‏:‏

* ونَفْسُ الفَتَى رَهْنٌ بقَمْرةِ مُؤْرِبِ *

ومن هذا الباب المُؤَارَبة وهي المُدَاهاة، كذا قال الخليل‏.‏ وكذلك الذي جاء في الحديث‏:‏ ‏"‏مُؤَارَبَةُ الأرِيبِ جَهْل‏"‏‏.‏ وأما النَّصيب فهو والعُضْو من بابٍ واحد، لأنَّهما جزء الشّيء‏.‏ قال الخليل وغيرُه‏:‏ الأُرْبَة نَصيب اليَسَرِ من الجَزُور‏.‏ وقال ابن مُقْبِل‏:‏

لا يفرحون إذا ما فاز فائزهم *** ولا تُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ اليَسَرِ

ومن هذا ما في الحديث‏:‏ ‏"‏كانَ أملَكَكُم لإرْبِه‏"‏ أي لعُضوه‏.‏ ويقال عضو مُؤَرَّب أي موَفّر اللحم تامُّهُ‏.‏ قال الكُميت‏:‏

ولاَنْتَشَلَتْ عُضْوينِ منها يُحَابِرٌ *** وكانَ لعبْدِ القَيْسِ عُضوٌ مُؤَرَّبُ

أي صار لهم نصيبٌ وافر‏.‏ ويقال أَرِبَ أي تساقطت آرَابُه‏.‏ وقال عمر بن الخطاب لرجلٍ‏:‏ ‏"‏أرِبْتَ من يَدَيْك، أتسألُني عن شيء سألتُ عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏"‏‏.‏ يقال منه أَرِبَ‏.‏ وأما العَقْد والتشديد فقال أبو زيد‏:‏ أرِبَ الرجل يَأْرَبُ إذا تشدَّد وضَنَّ وتَحَكَّر‏.‏ ومن هذا الباب التأريب، وهو التحريش، يقال أرَّبت عليهم‏.‏ وتَأَرَّب فلانٌ علينا إذا التوى وتَعَسَّر وخالَف‏.‏ قال الأصمعيّ‏:‏ تَأَرَّبْتُ في حاجتي تشدّدت، وأَرّبْت العقدة أي شدّدتها‏.‏ وهي التي لا تَنْحلُّ حتى تُحَلّ حَلاًّ‏.‏ وإنما سمّيت قِلادة الفرَس والكلب أُرْبَةً لأنّها عُقِدَتْ في عُنُقهما‏.‏ قال المتلمّس‏:‏

لو كنتَ كَلْبَ قنيصٍ كنت ذا جُدَدٍ *** تكون أُرْبَتُه في آخر المَرَسِ

قال ابنُ الأعرابيّ‏:‏ الأُرْبة خِلاف الأُنشُوطة‏.‏ وأنشد‏:‏

وأُرْبَةٍ قد علا كَيدِي معاقِمَها *** ليست بفَوْرَةِ مَأْفونٍ ولا بَرَمِ

قال الخليل‏:‏ المستأرِب من الأوتار الشديد الجيّد‏.‏ قال‏:‏

* من نَزْعِ أحْصَدَ مستأربِ *

وأما* قول ابن مُقْبلٍ‏:‏

شُمُّ العَرانينِ يُنْسِيهِمْ مَعَاطِفَهُمْ *** ضَرْبُ القِداحِ وتأريبٌ على الخَطَر

فقيل يتمِّمون النَّصيب، وقيل يتشدّدون في الخطر‏.‏ وقال‏:‏

لا يَفْرَحُون إذا ما فازَ فائزُهم *** ولا تُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ العَسِرِ

أي هم سمحاء لا يَدْخُل عليهم عَسِرٌ يفسد أمورَهم‏.‏ قال ابنُ الأعرابي‏:‏ رجل أرِبٌ إذا كان مُحكَم الأمر‏.‏ ومن هذا الباب أرِبْتُ بكذا أي استعنتُ‏.‏ قال أوس‏:‏

ولقد أرِبْتُ على الهُمومِ بجَسْرة *** عَيْرَانَةٍ بالرِّدفِ غيرِ لَجُونِ

واللّجون‏:‏ الثقيلة‏.‏ ومن هذا الباب الأُرَبَى، وهي الدّاهية المستنكَرة‏.‏ وقالوا‏:‏ سمّيت لتأريب عَقْدِها كأنَّه لا يُقدَر على حَلّها قال ابنُ أحمر‏:‏

فلما غَسا ليلي وأَيقنْتُ أنّها *** هي الأُرَبَى جاءَتْ بأُمِّ حَبَوْكَرَى

فهذه أصولُ هذا البناء‏.‏ ومن أحدها إرَابٌ، وهو موضع وبه سمِّي ‏[‏يوم‏]‏ إراب، وهو اليوم الذي غَزَا فيه الهُذَيل بن حسّان التغلبي بني يربوع، فأغار عليهم‏.‏ وفيه يقول الفرزدق‏:‏

وكأنَّ راياتِ الهُذَيْلِ إذا بدَتْ *** فَوقَ الخَميسِ كَواسِرُ العِقْبانِ

ورَدُوا إرَابَ بجحفل من وائل *** لِجب العَشِيِّ ضُبَارِكِ الأَقْرانِ

ثم أغار جَزْء بن سعدٍ الرِّياحيُّ ببني يربوعٍ على بكر بن وائلٍ وهم خُلوفٌ، فأصاب سَبْيَهم وأموالَهم، فالتقيا على إرَاب، فاصطلحا على أن خَلَّى جَزْءٌ ما في يديه من سَبْي يربوعٍ وأموالهم، وخلَّوْا بين الهُذيل وبين الماء يَسْقِي خيلَه وإبلهُ‏.‏ وفي هذا اليومِ يقول جرير‏:‏

ونحن تداركنا ابنَ حِصْنِ وَرَهْطَهُ *** ونحن مَنَعْنَا السَّبْيَ يومَ الأَرَاقِمِ

‏(‏أرث‏)‏

الهمزة والراء والثاء تدل على قدْح نارٍ أو شَبِّ عداوة‏.‏ قال الخليل‏:‏ أرّثْتُ النّارَ أي قدحتُها‏.‏ قال عَدِيّ‏:‏

ولها ظَبْيٌ يُوَرِّثُها *** عاقدٌ في الجِيدِ تِقصارا

والاسم الأُرْثَة‏.‏ وفي المثل‏:‏ ‏"‏النّمِيمَةُ أُرْثَةُ العَداوة‏"‏‏.‏ قال الشّيبانيّ‏:‏ الإرَاثُ ما ثَقَبْتَ به النّارَ‏.‏ قال والتّأَرُّث الالتهاب‏.‏ قال شاعر‏:‏

فإنّ بِأَعْلَى ذي المجَازَةِ سَرْحَةً *** طَويلاً على أهل المَجَازَةِ عَارُها

ولو ضربُوها بالفُؤُوس وحَرَّقُوا *** على أصلها حَتَّى تَأَرَّثَ نَارُها

ويقال أَرِّثْ نَارَكَ تَأْرِيثاً‏.‏ فأما الأُرْثة فالحدُّ‏.‏ و‏[‏أما الإرث فـ ‏]‏ ليس من الباب لأنّ الألفَ مبدلةٌ عن واو، وقد ذُكر في بابه‏.‏ وأما قولهم نَعْجَةٌ أَرْثَاءُ فهي التي اشتعل بياضُها في سوادِها، وهو من الباب‏.‏ ويقال لذلك الأُرْثَةُ، وكَبْشٌ آرَثُ‏.‏

‏(‏أرج‏)‏

الهمزة والراء والجيم كلمةٌ واحدة وهي الأَرَج، وهو والأَرِيجُ رائحة الطِّيب‏.‏ قال الهُذَليّ‏:‏

كَأَنَّ عليها بالَةً لَطَمِيّةً *** لها من خِلال الدّأْيَتَيْنِ أَريجُ

‏(‏أرخ‏)‏

الهمزة والراء والخاء كلمةٌ واحدة عربيّة، وهي الإرَاخُ لبقر الوحش‏.‏ قالت الخنساء‏:‏

وَنَوْحٍ بَعَثْتَ كَمِثْلِ الإرَاِ *** خِ آنَسَتِ العِينُ أَشْبَالَها

وأما تأريخ الكتاب فقد سُمِع، وليس عربيّا ولا سُمِعَ من فَصِيحٍ‏.‏

هو أبو الأسود الدؤلي، كما في اللسان ‏(‏أرز‏)‏‏.‏ يقول‏:‏ إذا سئل المعروف تضام وتقبض من بخله ولم ينبسط له، وإذا دعي إلى طعام أسرع إليه‏.‏

هو رؤبة‏.‏ انظر ديوانه 65 واللسان ‏(‏7‏:‏ 168‏)‏ وما سيأتي في ‏(‏بخل‏)‏‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏إذا خلا بعضها في بعض‏"‏، تحريف‏.‏

واحدهم إريس، كسكيت‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏ولكن ما سعوداً‏"‏‏.‏

يقال‏:‏ زكمة وزكام‏.‏

هو أبو المثلم الخناعي الهذلي، يخاطب عامر بن العجلان الهذلي‏.‏ انظر الشعر وقصته في شرح أشعار الهذليين للسكري 51-53‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏أم به‏"‏، صوابه من الديوان 587 واللسان ‏(‏وجس، أرض، موم‏)‏‏.‏

البيت ينسب لطفيل الغنوي‏.‏ انظر الاقتضاب ص335 واللسان ‏(‏19‏:‏ 124‏)‏‏.‏ وليس في ديوان طفيل انظر الملحقات ص62‏.‏

يقال أرضون بفتح الراء وسكونها، وأرضات بفتح الراء، وأروض بالضم‏.‏

الديوان 108 واللسان ‏(‏أرض‏)‏‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏عريض‏"‏، صوابه في اللسان ‏(‏8‏:‏ 382‏)‏‏.‏

ابن أرض هنا، الوجه فيه الوجه فيه أنه شخص معين‏.‏ ففي معجم البلدان ‏(‏3‏:‏ 309‏)‏‏:‏ ‏"‏قال أبو محمد الأعرابي‏:‏ ونزل باللعين المنقري ابن أرض المري، فذبح له كلباً فقال‏:‏

دعاني ابن أرض يبتغي الزاد بعدما *** ترامى حلامات به وأجارد‏"‏

وأنشد بعده ستة أبيات أخرى‏.‏ والذي في اللسان ‏(‏18‏:‏ 100‏)‏ وثمار القلوب 212 أن ابن أرض‏:‏ نبت معين‏.‏ والبيت في المجمل كما رواه ياقوت‏.‏

روايته في الديوان 52‏:‏

* في هيكل الضال وأرطى هيكل *

كذا‏.‏ وفي اللسان‏:‏ ‏"‏قال أبو الهيثم‏:‏ أرطت لحن، وإنما هو آرطت بألفين، لأن ألف أرطى أصلية‏"‏‏.‏

بعده كما في المجمل‏:‏

حزنبل يأتيك بالبطيط *** ليس بذي حزم ولا سفيط

هو أول بيت في المفضليات‏.‏ وانظر اللسان ‏(‏3‏:‏ 314‏)‏‏.‏

عجز بيت لذي الرمة في ديوانه 905‏.‏ وهو في اللسان ‏(‏11‏:‏ 284‏)‏ وبرواية ‏"‏المتملل‏"‏‏.‏ والمتململ والمتملل سيان‏.‏ وصدر البيت‏:‏

* أتاني بلا شخص وقد نام صحبتي *

البيت في اللسان ‏(‏أرق‏)‏‏.‏

يقال أرقان بالفتح، وبالكسر، وبالتحريك، وبكسرتين، وبفتح فضم‏.‏

ديوان رؤبة 118‏.‏

تخير‏:‏ تتخير‏.‏ والبيت في ديوان الهذليين ص146 طبع دار الكتب وهو بتمامه‏:‏

تخير من لبن الآركا *** ت بالصيف بادية والحضر

وقبله‏:‏

أقامت به وابتنت خيمة *** على قصب وفرات النهر

في اللسان ‏(‏18‏:‏ 84‏)‏‏:‏ ‏"‏بغي الجرح يبغي بغيا‏:‏ فسد وأمد وورم وترامى إلى فساد‏"‏‏.‏ وانظر المخصص ‏(‏5‏:‏ 93‏)‏‏.‏

كشب وأريك‏:‏ جبلان بالبادية بينهما نأي من الأرض، وصف سرعتها وأنها سارت في يوم ما يسار في أيام‏.‏ والبيت لبشامة بن عمرو في المفضليات ‏(‏1‏:‏ 55‏)‏‏.‏

روي باللام في قول النابغة الذبياني، وروى اللسان ومعجم البلدان‏:‏

وهبت الريح من تلقاء ذي أرل *** تزجى مع الصبح من صرادها صرما

في اللسان‏:‏ ‏"‏الأرام‏"‏‏.‏

انظر الكلام على فتح همزة ‏"‏أنما‏"‏ في اللسان ‏(‏14‏:‏ 279‏)‏ والبيت وتاليه في اللسان ‏(‏حرق‏)‏، وهما مع ثالث فيه مادة ‏(‏أرم‏)‏‏.‏

صدر بيت للكميت في اللسان ‏(‏أرم‏)‏‏.‏ والبيت وسابقه‏:‏

تضيق بنا الفجاج وهن فيح *** ونجهر ماءها السدم الدفينا

ونأرم كل نابتة رعاء *** وحشاشا لهن وحاطبينا

في الديوان ص18‏:‏

تراه إذا ما عدا صحبه *** بجانبه مثل شاة الأرن

وقال‏:‏ ‏"‏روى أبو عبيدة‏:‏ له جانبيه كشاة الأرن‏"‏‏.‏ والشاة‏:‏ الثور الوحشي‏.‏

الحق أن الإران هاهنا الثور الوحشي، كما في اللسان، قال‏:‏ ‏"‏لأنه يؤارن البقرة أي يطلبها‏"‏‏.‏ وأما الشاهد النص في المعنى الذي أراده فهو قول القائل‏:‏

* كأنه تيس إران منبتل *

كلمة ‏"‏متشاوسا‏"‏ ساقطة من الأصل‏.‏ وإثباتها من المجمل 25 واللسان‏.‏

البيت لساعدة بن جؤية الهذلي من قصيدة في ديوان الهذليين 177 دار الكتب واللسان ‏(‏18‏:‏ 174‏)‏‏.‏ وفي الأصل‏:‏ ‏"‏تجنى المواكب‏"‏، تحريف‏.‏ وقبل البيت‏:‏

خصر كأن رضابه إذ ذقته *** بعد الهدو وقد تعالى الكوكب

جعل للنسور ضمير العاقلين‏.‏

قطعة من بيت للطرماح، وهو بتمامه كما في الديوان واللسان ‏(‏18‏:‏ 29‏)‏‏:‏

إذا ما تأرت بالخلى بنت به *** شريجين مما تأتري وتتبع

في اللسان ‏(‏18‏:‏ 30‏)‏‏:‏ ‏"‏والتزاق الأري بالعسالة‏:‏ ائتراؤه‏"‏‏.‏

انظر ديوان زهير 57 واللسان ‏(‏18‏:‏ 30‏)‏‏.‏

البيت لأعشى باهلة من قصيدة له في جمهرة أشعار العرب‏.‏

المعروف في الأمثال‏:‏ ‏"‏مأربة لا حفاوة‏"‏‏.‏

في اللسان‏:‏ ‏"‏مثال صغر يصغر صغراً‏"‏‏.‏

ديوان قيس بن الخطيم 11 واللسان ‏(‏2‏:‏ 203‏)‏‏.‏

أي نفس الفتى رهن بقمرة غالب يسلبها‏.‏ وصدره كما في الديوان 32 برواية الطوسي واللسان ‏(‏1‏:‏ 206‏)‏ والمجمل 26‏:‏

* قضيت لبانات وسليت حاجة *

اللسان ‏(‏1‏:‏ 206‏)‏ والميسر والقداح 148، وسيأتي برواية أخرى في ص92‏.‏

الحديث لعائشة‏.‏ تعني أنه كان صلى الله عليه وسلم أغلبهم لهواه وحاجته‏.‏ اللسان ‏(‏1‏:‏ 202‏)‏‏.‏

يحابر وعبد القيس‏:‏ قبيلتان‏.‏ والبيت في ديوان الكميت 45 ليدن‏.‏ وفي الأصل‏:‏ ‏"‏كأن بعبد القيس‏"‏، تحريف‏.‏

البيت ليس في ديوان المتلمس‏.‏ وقد رواه أبو الفرج في ‏(‏21‏:‏ 125‏)‏ منسوباً إليه‏.‏ وانظر أمالي ثعلب

ص200‏.‏ وقد نسبه في اللسان ‏(‏مرس‏)‏ إلى طرفة‏.‏ ولم أجده في ديوانه أيضاً‏.‏ ونسب إلى المتلمس أو عبد عمرو بن عمار في شرح القصائد السبع الطوال 131‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏كبدي‏"‏ وأراد بالمعاقم العقد، والمعاقم‏:‏ فقر في مؤخر الصلب‏.‏ ولم أجد للبيت مرجعاً‏.‏

شطر من بيت للنابغة الجعدي، كما في اللسان ‏(‏4‏:‏ 129 س18‏)‏

الرواية في الميسر والقداح 147 واللسان ‏(‏1‏:‏ 206‏)‏‏:‏ ‏"‏بيض مهاضيم‏"‏‏.‏ ويروى‏:‏ ‏"‏شم مخاميص ينسيهم مراديهم‏"‏ والمرادي‏:‏ الأردية، واحدها مرادة‏.‏

سبق البيت في ص90 برواية أخرى‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏بالدف‏"‏، صوابه في الديوان 29 واللسان ‏(‏1‏:‏ 206‏)‏‏.‏

انظر خبر اليوم في معجم البلدان والعقد ‏(‏3‏:‏ 362‏)‏ والميداني ‏(‏2‏:‏ 365‏)‏ والخزانة ‏(‏2‏:‏ 191-193‏)‏‏.‏

الضبارك‏:‏ الضخم الثقيل‏.‏ وفي الأصل‏:‏ ‏"‏صبارك‏"‏، صوابه في الديوان 882 واللسان ‏(‏12‏:‏ 345‏)‏‏.‏

أي الحد بين الأرضين، يقال أرثة وأرفة، بالضم‏.‏

تكملة يستقيم بها الكلام‏.‏

هو أبو ذؤيب‏:‏ انظر ديوان الهذليين ‏(‏1‏:‏ 59‏)‏ طبع دار الكتب، واللسان ‏(‏13‏:‏ 79/ 16‏:‏ 18‏)‏‏.‏

من مرثية لصخر‏.‏ وقبل البيت كما في ديوان الخنساء 77‏:‏

وتمنح خيلك أرض العدى *** وتنبذ بالغزو أطفالها

في الجمهرة ‏(‏2‏:‏ 216‏)‏‏:‏ ‏"‏ذكر عن يونس وأبي مالك أنهما سمعاه من العرب‏"‏‏.‏ وفي المجمل‏:‏ ‏"‏وتأريخ الكتاب كلمة معربة معروفة‏"‏‏.‏

‏(‏باب الهمزة والزاء وما بعدهما في الثلاثي‏)‏

‏(‏أزف‏)‏

الهمزة والزاء والفاء يدلّ على الدّنُوّ والمقارَبة، يقال أزِفَ الرّحيلُ إذا اقترب ودنا‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏أَزِفَتِ الآزِفَةُ‏}‏ ‏[‏النجم 57‏]‏، يعني القيامة‏.‏ فأما المتَآزِف فمن هذا القياس، يقال رجل مُتآزف أي قصير متقارب الخَلْق‏.‏ قالت أمُّ يزيد بن الطَّثْرِيّة‏:‏

فَتىً قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لا مُتَآزِفٌ *** وَلا رَهِلٌ لَبَّاتُهُ وبآدِلُه

قال الشّيبانيّ‏:‏ الضّيّقُ الخُلُق‏.‏ وأنشد‏:‏

كبير مُشَاشِ الزَّوْر لا مُتَآزِف *** أَرَحّ وَلا جَادِي اليدين مُجَذَّر

المُجَذَّر‏:‏ القصير‏.‏ والجاذي‏:‏ اليابس‏.‏ وهذا البيت لا يدلُّ على شيء في الخُلُق وإنما هو في الخَلْق وإنما أراد الشاعرُ القصيرَ‏.‏ ويقال تآزَفَ القوم إذا تَدَانَى بعضُهم من بَعْض‏.‏ قال الشّيبانيّ‏:‏ أزَفَنِي فلانٌ أي أعجلني يُؤزِفُ إيزَافاً‏.‏ والمآزِف‏:‏ المواضع القذِرة، واحدتها* مأزَفَةٌ‏.‏ وقال‏:‏

كأَنَّ رداءَيهِ إذا ما ارتداهما *** على جُعَلٍ يَغْشَى المآزِفَ بالنُّخَرْ

وذلك لا يكاد يكون إلا في مَضِيق‏.‏

‏(‏أزق‏)‏

الهمزة والزاء والقاف قياسٌ واحد وأصلٌ واحد، وهو الضّيق‏.‏ قال الخليل وغيره‏:‏ الأَزْقُ الضِّيق في الحرب، وكذلك يدعى مكان الوَغَى المأزِق‏.‏ قال ابنُ الأعرابيّ‏:‏ يقال استُؤْزِق على فلانٍ إذا ضاق عليه المكان فلم يُطِقْ أن يَبْرُز‏.‏ وهو في شعر العجّاج‏:‏

* ‏[‏مَلاَلةً يَمَلُّها‏]‏ وَأَزْقَا *

‏(‏أزل‏)‏

وأما الهمزة والزاء واللام فأصلان‏:‏ الضِّيق، والكَذِب‏.‏ قال الخليل‏:‏ الأزْل الشدّة، تقول هم في أَزْلٍ من العَيْشِ إذا كانوا في سَنَةٍ أو بَلْوَى‏.‏ قال‏:‏

ابنا نِزَارٍ فَرَّجا الزّلازِلا *** عن المُصَلِّينَ وأَزْلاً آزِلا

قال الشّيبانيّ‏:‏ أزَلْتُ الماشية والقومَ أَزْلاً أي ضيّقْت عليهم‏.‏ وأُزِلَتِ الإبلُ‏:‏ حُبِست عن المرعَى‏.‏ وأنشد ابن دُرَيد‏:‏

حَلَفَ خَشَّافٌ فأَوْفَى قِيلَهْ *** ليُرْعِيَنَّ رِعْيَةً مأزُولَهْ

ويقال أُزِلَ القوم يُؤْزَلُونَ إذا أجْدَبُوا‏.‏ قال‏:‏

فَلْيُؤْزَلَنَّ وتبكُؤَنَّ لقاحُهُ *** ويُعَلَّلَنَّ صَبِيُّه بِسَمارِ

السَّمارُ‏:‏ المَذيِق الذي يكثر ماؤُه‏.‏ والآزِل‏:‏ الرجل المُجْدِب‏.‏ قال شاعر‏:‏

من المُرْبِعِينَ وَمِنْ آزِلٍ *** إذا جَنَّهُ اللّيلُ كالنّاحِطِ

قال الخليل‏:‏ يقال أَزَلْتُ الفرسَ إذا قَصَّرْتَ حبْلَه ثم أرسلتَه في مَرْعىً‏.‏ قال أبو النّجم‏:‏

* لم يَرْعَ مَأزُولاً ولَمّا يُعْقَلِ *

وأما الكَذِب فالإزْل، قال ابن دارة‏:‏

يقولونَ إزْلٌ حُبُّ لَيْلَى وَوُدُّها *** وقد كَذَبُوا ما في مَوَدَّتِها إزْلُ

وأَما الأزَل الذي هو القِدَم فالأصل ليس بقياس، ولكنّه كلامٌ مُوجَزٌ مُبدَل، إنّما كان ‏"‏لم يَزَلْ‏"‏ فأرادوا النّسبة إليه فلم يستقم، فنسَبُوا إلى يَزَل، ثم قلبوا الياء همزة فقالوا أَزَلِيٌّ، كما قالوا في ذي يَزَن حين نسبوا الرُّمْحَ إليه‏:‏ أَزَنيٌّ‏.‏

‏(‏أزم‏)‏

وأما الهمزة والزاء والميم فأصلٌ واحد، وهو الضِّيق وتَداني الشيء من الشيء بشدّةٍ والتِفَافٍ‏.‏ قال الخليل‏:‏ أَزَمْتُ وأنا آزِمٌ‏.‏ والأزْم شدّة العَضّ‏.‏ والفرسُ يأزِم على فأس اللِّجام‏.‏ قال طرَفَة‏:‏

هَيْكَلاَتٌ وَفُحُولٌٍ حُصُنٌٍ *** أَعْوَجِيّاتٌٍ على الشّأْوِ أُزُمْ

قال العامريّ‏:‏ يقأل أزَمَ عليه إذا عَضَّ ولم يفتح فَمَه‏.‏ قال أبو عُبيد‏:‏ أزَمَ عليه إذا قبض بفمه، وبَزَم إذا كان بمقدَّم فيه‏.‏ والحِمْـيَةُ تسمّى أزْماً من هذا، كأنّ الإنسان يُمسِكُ على فمه‏.‏ ويقال أزَم الرّجل على صاحبه أي لزِمه، و آزَمَني كذا أي ألزَمَنِيه‏.‏ والسّنة أَزمَةٌ للشِّدَّة التي فيها‏.‏ قال‏:‏

* إذا أزَمَتْ أَوَازِمُ كلِّ عامِ *

وأنشد أبو عمرو‏:‏

أبقَى مُلِمّاتُ الزَّمانِ العارِمِ *** منها ومَرُّ الغيَرِ الأَوَازِمِ

قال الأصمعي‏:‏ سنَةٌ أَزُومٌ وأَزامِ مخفوضة، قال‏:‏

أهَانَ لهَا الطَّعَامَ فلمَ تُضِعْهُ *** غَدَاةَ الرَّوْعِ إذْ أَزَمَتْ أَزَامِ

والأمْر الأَزُوم المُنكَر‏.‏ قال الخليل‏:‏ أَزَمْت العِنَانَ والحَبْل فأنا آزِمُ وهو مأْزُومٌ، إذا أحكَمْتَ ضَفْرَهُ‏.‏ والمَأْزِم‏:‏ مضيق الوادي ذِي الحُزُونة‏.‏ والمأْزِمان‏:‏ مَضيقَان بالحَرَم‏.‏

‏(‏أزي‏)‏

الهمزة والزاء وما بعدهما من المعتلّ أصلان، إليهما ترجع فروعُ الباب كلِّه بإعمالِ دقيقِ النَّظر‏:‏ أحدهما انضمام الشيءِ بعضهِ إلى بعضٍ، والآخر المحاذاة‏.‏ قال الخليل أزَى الشيءُ يأزِي إذا اكتنَز بعضُهُ إلى بعض وانضمّ‏.‏ قال‏:‏

* فهو آزٍ لحمُه زِيَم *

قال الشّيبانيّ‏:‏ أَزَتِ الشمس للمغيب أزْياً‏.‏ وأَزَى الظل يَأْزِي أزْياً وأُزِيّاً إذا قلَصَ‏.‏ وأنشد غيره‏:‏

بادِر بشَيْخَيْكَ أُزِيَّ الظِّلِّ*** إنَّ الشَّبابَ عنهما مُوَلِّ

وإذا نقَصَ الماء قيل أَزَى، والقياس واحد‏.‏ وكذلك أزَى المالُ‏.‏ قال‏:‏

* حتى أَزَى ديوانُهُ المَحْسُوبُ *

ومن الباب قول الفرّاء‏:‏ أَزَأْتُ عن الشيء إذا كَعَعْت عنه، لأنه إذا كَعّ تَقَبَّضَ وانضمّ‏.‏ فهذا أحد الأصلين، والآخر الإزاء وهو الحِذاء، يقال آزيت فلاناً أي حاذيتهُ‏.‏ *فأما القيّم الذي يقال له الإزاء فمن هذا أيضاً، لأنّ القيِّم بالشيء يكون أبداً إزَاءَه يَرقُبُه‏.‏ وكذلك إزاء الحوض، لأنه محاذٍ ما يقابلُه‏.‏ قال شاعر في الإزاء الذي هو القيّم‏:‏

إزاءُ مَعاشٍ لا يزال نِطاقُها *** شديداً وفيها سَوْرةٌ وهي قاعدُ

قال أبو العَميثَل‏:‏ سألني الأصمعيّ عن قول الراجز في وصف حوض‏:‏

* إزاؤُه كالظَّرِبَانِ المُوفي *

فقلت، الإزاء مصَبّ الدّلو في الحوض‏.‏ فقال لي‏:‏ كيف يشبّه مصبّ الدّلو بالظَّرِبان‏؟‏‏!‏ فقلت‏:‏ ما عندك فيه‏؟‏ قال لي‏:‏ إنما أراد المستَقِيَ، من قولك فلان إزاءُ مالٍ إذا قام به ‏[‏ووَلِيَه‏]‏‏.‏ وشبَّهه بالظَّرِبان لِذَفَرِ رائحته‏.‏ وإمّا إزاء الحوض

فمصبّ الماء فيه، يقال آزيتُ الحوض إيزاء‏.‏ قال الهذلي‏:‏

لَعَمْرُ أبي لَيْلَى لقد ساقه المَنَى *** إلى جَدَثٍ يُوزَى لـه بالأَهاضِبِ

وتقول آزيتُ، إذا صَبَبْتَ على الإزاءِ‏.‏ قال رؤبة‏:‏

* نَغْرِفُ من ذِي غَيِّثٍ ونُؤْزِي *

وبعضهم يقول‏:‏ إنما هو من قولك أَزَيتُ على صَنيع فلانٍ أي أضْعَفْتُ فإن كان كذا فلأن الضِّعفين كلُّ واحدٍ منهما إزاءَ الآخر‏.‏ ويقال ناقة أَزِيَةٌ إذا كانت لا تشرب إلا من إزاءِ الحوض‏.‏

‏(‏أزب‏)‏

الهمزة والزاء والباء أصلان‏:‏ القِصَر والدقّة ونحوهما، والأصل الآخر النَّشاط والصَّخَب في بَغْي‏.‏ قال ابن الأعرابي‏:‏ الإزْب القصير‏.‏ وأنشد‏:‏

وأُبْغِضُ من هُذَيْلٍ كلَّ إزْبٍ *** قَصيرِ الشّخص تحسَِبُه ولِيدا

وقال الخليل‏:‏ الإزْب الدقيق المفاصل، والأصل واحد‏.‏ ويقال هو البخيل‏.‏ من هذا القياس الميزاب والجمع المآزيب، وسمّي لدقته وضيق مجرى الماء فيه‏.‏ الأصل الثاني، قال الأصمعي‏:‏ الأُزْبيّ السّرعة والنشاط‏.‏ قال الراجز‏:‏

* حَتى أَتى أُزْبِيُّها بالإدْبِ *

قال الكسائيّ‏:‏ أُزْبيٌّ وأزابيُّ الصَّخَب‏.‏ وقوسٌ ذاتُ أُزْبيّ، وهو الصوت العالي‏.‏ قال‏:‏

كأَنَّ أُزْبِيَّها إذا رَدَمَتْ *** هَزْمُ بُغَاةٍ في إثْرِ ما وَجَدُوا

قال أبو عمرو‏:‏ الأَزَابيُّ البغي‏.‏ قال‏:‏

ذات أزَابيَّ وذات دَهْرَسِ *** مما عليها دحمس

‏(‏أزح‏)‏

الهمزة والزاء والحاء‏.‏ يقال أزَح إذا تخلَّف عن الشيء يَأْزِحُ‏.‏ وأزح إذا تقبّض ودنا بعضُه من بعض‏.‏

‏(‏أزد‏)‏

قبيلة، والأصل السين، وقد ذكر في بابه‏.‏

‏(‏أزر‏)‏

الهمزة والزاء والراء أصل واحد، وهو القوّة والشدّة، يقال تأزّر النّبت، إذا قوي واشتدّ‏.‏ أنشدنا عليُّ بن إبراهيم القطّان قال‏:‏ أملى علينا ثعلب‏:‏

تأَزّر فيه النَّبْتُ حتّى تخَايَلَتْ *** رُبَاهُ وحتى ما تَُرى الشَّاءُ َ نُوَّما

يصف كثرةَ النّبات وأنّ الشاءَ تنام فيه فلا تُرى‏.‏ والأزْرُ‏:‏ القوّة، قال البَعِيث‏:‏

شدَدْتُ لـه أَزْرِي بمِرَّةِ حازِمٍ *** على مَوْقِعٍ مِنْ أمْرِهِ مُتَفاقِمِ

‏(‏باب الهمزة والسين وما يثلثهما‏)‏

‏(‏أسف‏)‏

الهمزة والسين والفاء أصلٌ واحد يدلّ على الفَوت والتلهُّف وما أشبه ذلك‏.‏ يقال أسِفَ على الشيء يَأْسَفُ أسَفاً مثل تلهف‏.‏ والأَسِفُ الغضْبان، قال الله تعالى‏:‏ وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إلى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً‏[‏الأعراف 150‏]‏، وقال الأعشى‏:‏

أرَى رَجُلاً منهُمْ أسيفاً كأنَّما *** يضُمُّ إلى كشْحَيْهِ كَفّاً مُخَضَّبا

فيُقال هو الغَضبان‏.‏ ويقال إنّ الأَُسَافة الأرض التي لا تنبت شيئاً؛ وهذا هو القياس، لأنّ النّبات قد فاتَها‏.‏ وكذلك الجمل الأسيف، وهو الذي لا يكاد يَسْمَنُ‏.‏ وأمّا التابع وتسميتهم إيّاه أسيفاً فليس من الباب، لأنّ الهمزة منقلبةٌ من عين، وقد ذكر في بابه‏.‏

‏(‏أسك‏)‏

الهمزة والسين والكاف بناؤه في الكتابين‏.‏ وقال أهل اللغة‏:‏ المأسوكة التي أخطأت خافِضتُها فأصابت غيرَ موضع الخَفْض‏.‏

‏(‏أسل‏)‏

الهمزة والسين واللام تدلُّ على حِدّة الشيء وطولهِ في دقّة‏.‏ وقال الخليل‏:‏ الأسَل الرِّماح‏.‏ قال‏:‏ وسمّيت بذلك* تشبيهاً لها بأسَل النبات‏.‏ وكلُّ نبتٍ له شوكٌ طويل فشوكه أسَلٌ‏.‏ والأَسَلةُ مستدَقُّ الذِّراع‏.‏ والأسَلة‏:‏ مستدقُّ اللِّسان‏.‏ قالوا‏:‏ وكلُّ شيءٍ محدّد فهو مؤسَّل‏.‏ قال مزاحم‏:‏

يُباري سدِيساها إذا تلمَّجتْ *** شَباً مثلَ إبزيم السِّلاح المؤَسَّلِ

يباري‏:‏ يعارض‏.‏ سديساها‏:‏ ضرسان في أقصى الفم، طالا حتّى صارا يعارضان النّابين، وهما الشبا الذي ذَكَر‏.‏ والإبزيم‏:‏ الحديدة التي تراها في المِنْطقة دقيقةً تُمسِك المِنْطقَة إذا شُدّت‏.‏

‏(‏أسم‏)‏

الهمزة والسين والميم كلمة واحدة، وهو أُسامةُ، اسمٌ من أسماء الأسد‏.‏

‏(‏أسن‏)‏

الهمزة والسين والنون أصلان، أحدهما تغيّر الشيء، والآخر السَّبب‏.‏ فأ‏[‏مّا ا‏]‏ لأوّل فيقال أسَنَ الماء يأسِنُ ويأسُنُ‏.‏ إذا تغير‏.‏ هذا هو المشهور، وقد يقال أَسِنَ‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ‏}‏ ‏[‏محمد 15‏]‏‏.‏ وأسِنَ الرّجُل إذا غُشِيَ عليه مِن ريح البئر‏.‏ وهاهنا كلمتان مَعْلولتان ليستا بأصل، إحداهما الأُسُن وهو بقيّة الشَّحم، وهذه همزةٌ مبدلة من عَين، إنما هو عُسُنٌ، والأخرى قولهم تأسَّنَ تأسُّناً إذا اعتلّ وأبطأ‏.‏ وعلّة هذه أنّ أبا زيد قال‏:‏

إنّما هي تأَسَّرَ تأسُّراً، فهذه علّتها‏.‏ والأصل الآخر قولهم الآسانُ‏:‏ الحبال قال‏:‏

وقد كنت أهوَى النّاقِمِيَّةَ حِقْبةً *** فقد جَعَلَت آسَانُ بينٍ تَقَطَّعُ

واستعير هذا في قولهم‏:‏ هو على آسانٍ من أبيه، أي طرائق‏.‏

‏(‏أسو‏)‏

الهمزة والسين والواو أصل واحد يدلّ على المداواة والإصلاح، يقال أسَوْت الجُرْحَ إذا داويتَه، ولذلك يسمَّى الطبيب الآسِي‏.‏ قال الحطيئة‏:‏

هم الآسُونَ أُمَّ الرّأسِ لَمّا *** تَوَاكَلَها الأطِبَّةُ والإساءُ

أي المُعالجُون‏.‏ كذا قال الأمويّ‏.‏ ويقال أسوت الجرح أسْواً وأساً، إذا داويتَه‏.‏ قال الأعشى‏:‏

عندَهُ البِرُّ والتُّقى وأسا الشّـ *** ـــقّ وحَمْلٌ لمُضْلِعِ الأثْقالِ

ويقال أسَوتُ بين القوم، إذا أصلحتَ بينهم‏.‏ ومن هذا الباب‏:‏ لي في فُلانٍ إسْوَةٌ أي قَُِدوة، أي إنّي أقتدي به‏.‏ وأسَّيتُ فلاناً إذا عَزّيتَهُ، من هذا، أي قلت لـه‏:‏ ليكنْ لك بفلان أسوة فقد أصيب بمثل ما أُصِبتَ به فرضِي وسَلَّم‏.‏ ومن هذا الباب‏:‏ آسَيْتُهُ بنفسي‏.‏

‏(‏أسي‏)‏

الهمزة والسين والياء كلمة واحدة، وهو الحزن؛ يقال أَسِيتُ على الشيء آسَى أسىً، أي حزنتُ عليه‏.‏

‏(‏أسد‏)‏

الهمزة والسين والدال، يدلّ على قوّة الشَّيء، ولذلك سُمِّي الأسدُ أسداً لقوّته، ومنه اشتقاق كلِّ ما أشبهه، يقال استأسَدَ النَّبت قَوِيَ‏.‏ قال الحطيئة‏:‏

بِمُستأسِدِ القُرْيانِ حُوٍّ تِلاعُهُ *** فنُوّارُهُ مِيلٌ إلى الشّمسِ زاهِرُه

ويقال استَأْسَدَ عليه اجْتَرَأ‏.‏ قال ابن الأعرابي‏:‏ أَسَدْتُ الرَّجُل مثل سَبَعْتُه‏.‏ وأَسْدٌ بسكون السين، الذين يقال لهم الأَزْد، ولعلّه من الباب‏.‏ وأمّا الإسادَةُ فليست من الباب، لأنّ الهمزة منقلبة عن واو‏.‏ و‏[‏كذا‏]‏ الأُسْدِي في قول الحطيئة‏:‏

مستهلك الورْدِ كالأُسْدِيِّ قد جَعَلَتْ *** أيْدِي المَطِيِّ به عَادِيَّةً رُغُبا

‏(‏أسر‏)‏

الهمزة والسين والراء أصل واحد، وقياسٌ مطرّد، وهو الحبس، وهو الإمساك‏.‏ من ذلك الأسير، وكانوا يشدُّونه بالقِدِّ وهو الإسار، فسمي كلُّ أخيذٍ وإنْ لم يُؤْسرْ أسيراً‏.‏ قال الأعشى‏:‏

وَقيّدَني الشِّعْرُ في بيته *** كما قَيّد الآسِراتُ الحِمارَا

أي أنا في بيته، يريد بذلك بلوغه النّهاية فيه‏.‏ والعرب تقول أسرَ قَتَبَهُ، أي شدّه‏.‏ وقال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ‏}‏ ‏[‏الإنسان 28‏]‏، يقال أراد الخَلْق، ويقال بل أراد مَجرى ما يخرج من السَّبيلَين‏.‏ وأُسْرَةُ الرّجُل رَهْطه، لأنّه يتقوَّى بهم‏.‏ وتقول أسيرٌ وأَسْرَى في الجمع وأسارى بالفتح‏.‏ والأُسْرُ احتباس البَوْل‏.‏

‏(‏باب الهمزة والشين وما بعدهما في الثلاثي‏)‏

‏(‏أشف‏)‏

الهمزة* والشين والفاء كلمةٌ ليست بالأصلية فلذلك لم نذكرها‏.‏ والذي سمع فيه الإشْفَى‏.‏

‏(‏أشا‏)‏

الهمزة والشين والألف‏.‏ والأَشاء صغار النَّخلِ، الواحدة أَشاءَةٌ‏.‏

‏(‏أشب‏)‏

الهمزة والشين والباء يدلّ على اختلاطٍ والتفاف، يقال عِيصٌ أشبٌ أي ملتفّ، وجاء فلانٌ في عددٍ أشِبٍ‏.‏ وتأشَّب القَومُ اختلطوا‏.‏ ويقال أَشَبْتُ فلاناً آشِبُهُ، إذا لُمْتَه، كأنّك لفّقْتَ عليه قبيحاً فلُمْتَه فيه‏.‏ قال أبو ذؤيب‏:‏

ويأشِبني فيها الذين يَلُونَها *** ولو عَلِمُوا لَم يأشِبُوني بطَائِلِ

والأُشابة الأخلاط من النّاس في قوله‏:‏

وثِقْتُ لـه بالنَّصر إذ قيل قد غَزَتْ *** قبائلُ من غَسَّانَ غير أشائِبِ

‏(‏أشر‏)‏

الهمزة والشين والراء، أصلٌ واحدٌ يدلّ على الحِدّة‏.‏ من ذلك قولهم‏:‏ هو أشِرٌ، أي بَطِرٌ مُتَسرِّعٌ ذو حِدّة‏.‏ ويقال منه أَشِر يَأْشَر‏.‏ ومنه قولهم ناقةٌ مِئْشِيرٌ، مِفعيل من الأَشَر‏.‏ قال أوس‏:‏

حَرْفٌ أخوها أبوها من مُهَجَّنَةٍٍ *** وعَمُّها خالُها وَجْنَاءُ مِئْشِِيرُ

ورجل أَشِرٌ وأَشُرٌ‏.‏ والأُشُر رقّة وحِدّةٌ في أطراف الأسنان‏:‏ قال طرفة‏:‏

بَدّلَتْهُ الشَّمْسُ من مَنْبِتِهِ *** برَداً أبْيَضَ مَصقُولَ الأُشُرْ

وأشَرت الخشبَة بالمئشار من هذا‏.‏

‏(‏باب الهمزة والصاد وما بعدهما في الثلاثي‏)‏

‏(‏أصل‏)‏

الهمزة والصاد واللام، ثلاثة أصولٍ متباعدٍ بعضُها من بعض، أحدها‏:‏ أساس الشيء، والثاني‏:‏ الحيّة، والثالث‏:‏ ما كان من النّهار بعد العشيّ‏.‏ فأما الأوّل فالأصل أصل الشيء، قال الكِسائيّ في قولهم‏:‏ ‏"‏لا أصْلَ له ولا فَصل له‏"‏‏:‏ إنّ الأصل الحسب، والفَصْل اللسان‏.‏ ويقال مَجْدٌ أصيلٌ‏.‏ وأمّا الأصَلة فالحيّة العظيمة‏.‏ وفي الحديث في ذكر الدجّال‏:‏ ‏"‏كأَنّ رأسَهُ أصَلَةٌ‏"‏‏.‏ وأمّا الزمان فالأصيل بعد العَشِيّ وجمعه أصُلٌ وآصالٌ‏.‏ و‏[‏يقال‏]‏ أصيلٌ وأصيلَةٌ، والجمع أصائل‏.‏ قال‏:‏

لعَمْري لأَنْت البيتُ أُكرِمُ أهْلَهُ *** وأقْعُدُ في أفيَائِهِ بالأصائلِ

‏(‏أصد‏)‏

الهمزة والصاد والدال، شيء يشتمل على الشيء‏.‏ يقولون للحظيرة أصيدةٌ، سمّيت بذلك لاشتمالها على ما فيها‏.‏ ومن ذلك الأُصْدة، وهو قميصٌ صغير يلبسه الصبايا، ويقال صَبِيّةٌ ذات مُؤَصَّد‏.‏ قال‏:‏

تعلّقت ليلَى وهي ذات مؤَصَّدٍ *** ولم يَبْدُ ‏[‏للأتراب‏]‏ من ثديها حَجْم

‏(‏أصر‏)‏

الهمزة والصاد والراء، أصلٌ واحدٌ يتفرع منه أشياء متقاربة‏.‏ فالأصر الحبسُ والعَطف وما في معناهما‏.‏ وتفسيرُ ذلك أنَّ العهد يقال له إصْرٌ، والقرابة تسمى آصِرَةٌ، وكل عقدٍ وقرابةٍ وَعهدٍ إصرٌ‏.‏ والبابُ كلُّه واحد‏.‏ والعرب تقول‏:‏ ‏"‏ما تأصِرُني على فلان آصِرَةٌ‏"‏، أي ما تعطفني عليه قرابة‏.‏ قال

الحطيئة‏:‏

أضم عفوا عليّ بغير آ *** صرَةٍ فقد عظُم الأَواصِرْ

أي عطفوا عليّ بغير عهدٍ ولا قرابة‏.‏ والمأْصَِرُ من هذا، لأنه شيء يُحْبَس ‏[‏به‏]‏‏.‏ فأما قولهم إنّ ‏[‏العهد‏]‏ الثّقيل إصْرٌ فهو ‏[‏من‏]‏ هذا، لأنّ العهدَ والقرابةَ لهما إصْرٌ ينبغي أن يُتَحمَّل‏.‏ ويقال أصَرْتُه إذا حبستَه‏.‏ ومن هذا الباب الإصار، وهو الطُّنُب، وجمعه أُصُرٌ‏.‏ ويقال هو وتد الطُّنُب‏.‏ فأمّا قول الأعشى‏:‏

فهذا يُعِدُّ لَهنَّ الخلا *** ويَجْعلُ ذا بينهنَّ الإصَارا

‏(‏باب الهمزة والضاد وما بعدهما في الثلاثي‏)‏

‏(‏أضم‏)‏

الهمزة والضاد والميم أصلٌ واحدٌ وكلمة واحدة، وهو الحقد، يقال أضِمَ عليه، إذا حقَد واغتاظ‏.‏ قال الجعديّ‏:‏

وَأَزْجُرُ الكاشِحَ العَدُوَّ إذا اغْـ *** تابَكَ زَجْراً مِنِّي على أَضَمِ

‏(‏أضا‏)‏

الهمزة والضاد مع اعتلال ما بعدهما كلمةٌ واحدة، وهي الأضاة، مكان يَستَنقِع فيه الماء كالغدير‏.‏ قال أبو عُبيد‏:‏ الأضاة الماء المستنقِع، من سيلٍ أو غيره، وجمعه أضاً، وجمع الأضا إضاءٌ ممدود، وهو نادر‏.‏

‏(‏باب الهمزة والطاء وما بعدهما في الثلاثي‏)‏

‏(‏أطل‏)‏

الهمزة والطاء واللام، أصلٌ واحد وكلمة واحدة، وهو الإطِلُ والإطْلُ، وهي الخاصرة؛ وجمعه آطال‏.‏ وكذلك الأَيْطَل‏.‏ قال امرؤ القيس‏:‏

له أيْطَلا ظبيٍ وساقا نَعامةٍ *** وإرْخاءُ سِرْحانٍ وتقريبُ تَتْفُلِ

وذا لا يُقاس عليه‏.‏

‏(‏أطم‏)‏

الهمزة والطاء والميم، يدلّ على الحبس والإحاطة بالشيء، يقال للحصْنِ الأُطُم وجمعُهُ آطامٌ، قال امرؤ القيس‏:‏

وَتيْماءَ لم يَتْركْ بِها جِذعَ نَخلةٍ *** ولا أُطُماً إلاّ مَشِيداً بجَنْدلِ

ومن هذا الباب الأُطامُ‏:‏ احتباسُ البطن‏.‏ والأطيمة‏:‏ موقد النّار والجمع الأطائم‏.‏ قال الأسْعر‏:‏

في موقِفٍ ذَرِبِ الشّبَا وكأنّما *** فيه الرجال على الأطائِمِ واللّظَى

‏(‏أطر‏)‏

الهمزة والطاء والراء أصل واحد، وهو عطف الشيء على الشيء أو إحاطتُه به‏.‏ قال أهلُ اللُّغة‏:‏ كلُّ شيءٍ أحاط بشيءٍ فهو إطارٌ‏.‏ ويقال لما حول الشَّفَة من حَرْفها إطار‏.‏ ويقال بنو فلانٍ إطارٌ لبني فلان، إذا حَلُّوا حَولَهم‏.‏ قال بشر‏:‏

وحَلَّ الحَيُّ حَيُّ بني سُبَيعٍ *** قُرَاضِبَةً ونحن لهمْ إطارُ

ويقال أطَرْتُ العودَ، إذا عطفتَه، فهو مَأْطُورٌ‏.‏ ومنه حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏حتّى تأخذوا على يَدَيِ الظالم وتَأطِرُوه على الحقِّ أطْراً، أي تعطفوه‏.‏ ويقال أطَرْتُ القوسَ، إذا عطفتَها، قال طَرَفة‏:‏

كَأَنَّ كِناسَيْ ضالَةٍ يكُنفانها *** وأَطْرَ قِسِيٍّ تحتَ صُلْبٍ مؤيّدِ

ويقال للعَقَبة التي تجمع ‏[‏الفُوق‏]‏ أُطْرَةٌ، يقال منه أطَرْتُ السَّهم أَطْراً‏.‏ وسمعت عليّ بن إبراهيم القطان يقول‏:‏ سمعت ثعلباً يقول‏:‏ التأطُّر التمكُّث‏.‏ وقد شذّت من الباب كلمة واحدة، وهي الأَطِيرُ، وهو الذّنْب‏.‏ يقال أخذني بأَطيرِ غيري، أي بذنْبه‏.‏ وكذلك فسَّرُوا قول عبد الله بن سلمة‏:‏

وإنْ أكْبَرْ فلاَ بأطِيرِ إصْرٍ *** يُفَارِقُ عاتِقي ذَكَرٌ خَشِيبُ

‏(‏باب الهمزة والفاء وما بعدهما في الثلاثي‏)‏

‏(‏أفق‏)‏

الهمزة والفاء والقاف أصل واحد، يدلّ على تباعُد ما بين أطراف الشيء واتساعِه، وعلى بلوغ النهاية‏.‏ ومن ذلك الآفاق‏:‏ النواحي والأطراف، وآفاق البيت من بيوت الأعراب‏:‏ نواحيه دون سَمْكِهِ‏.‏ وأنشد يصف الخِلال‏:‏

وأقصَمَ سَيَّارٍ مع الناس لم يَدَعْ *** تراوُحُ آفاقِ السّماء لـه صدرَا

ولذلك يقال أَفَق الرَّجُل، إذا ذهب في الأرض‏.‏ وأخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الدِّينوريُّ قراءةً عليه، قال‏:‏ حدَّثني أبو عبد الله الحسين بن مسبِّح قال‏:‏ سمعت أبا حنيفة يقول‏:‏ للسّماء آفاقٌ وللأرض آفاق، فأمّا آفاق السماء فما انتهى إليه البصر منها مع وجه الأرض من جميع نواحيها، وهو الحدُّ بين ما بَطَن من الفَلَك وبين ما ظَهَر من الأرض، قال الراجز‏:‏

* قبلَ دُنُّوِّ الأُفْقِ من جَوْزائِه *

يريد‏:‏ قبل طلوع الجوزاء؛ لأنّ الطلوع والغُروب هما على الأفق‏.‏ وقال يصف الشمس‏:‏

* فهي على الأُفْقِ كَعْينِ الأحولِ *

وقال آخر‏:‏

حتى إذا منظر الغربيِّ حارَ دَماً *** من حُمرة الشّمسِ لمّا اغتالَها الأُفُقُ

واغتيالُهُ إيّاها تغييبه لها‏.‏ قال‏:‏ وأما آفاق الأرض فأطرافها من حيث أحاطت بك‏.‏ قال الراجز‏:‏

تكفيك من بعض ازديارِ الآفاقْ *** سَمْراءُ ممّا دَرَس ابنُ مِخْرَاقْ

ويقال للرّجُل إذا كان من أُفُقٍ من الآفاق أفُقِيٌّ وأَفَقِيٌّ، وكذلك الكوكب إذا كان قريباً مجراه من الأفق لا يكبِّد السماء، فهو أُفُقِيٌّ وَأَفَقِيٌّ‏.‏ إلى هاهنا

كلام أبي حنيفة‏.‏ ويقال الرّجُل الأفق الذي بلغ النهاية* في الكرم‏.‏ وامرأة آفِقَةٌ‏.‏ قال الأعشى‏:‏

آفِقاً يُجْبَي إليه خَرْجُهُ *** كلُّ ما بين عُمَانٍِ فَمَلَحْ

أبو عمرو‏:‏ الآفق‏:‏ مثل الفائق، يقال أفَقَ يأفِق أَفْقاً إذا غَلَب، والأفق الغَلَبة‏.‏ ويقال فرس أُفُقٌ على فُعُل، أي رائعة‏.‏ فأمّا قول الأعشى‏:‏

ولا الملك النُّعمانُ يومَ لقيتُه *** ‏[‏بغبطته‏]‏ يُعْطِي القُطُوطَ ويأفِقُ

فقال الخليل‏:‏ معناه أنّه يأخذ من الآفاق‏.‏ قال‏:‏ واحد الآفاق أُفُق، وهي الناحية من نواحي الأرض‏.‏ قال ابن السّكّيت‏:‏ رجل أَفَقِيٌّ من أهل الآفاق، جاء على غير قياس‏.‏ وقد قيل أُفقيٌّ‏.‏ قال ابنُ الأعرابيّ‏:‏ أفَقُ الطّريقِ مِنهاجُه، يقال قعدت على أَفَق الطّريق ونَهْجه‏.‏ ومن هذا الباب قول ابن الأعرابي‏:‏ الأَفَقَةُ الخاصرة، والجماعة الأفَق‏.‏ قال‏:‏

* يَشْقَى به صَفْحُ الفَريصِ والأَفَقْ *

ويقال شَرِبْت حتى مَلأت أفَقَتَيَّ‏.‏ وقال أبو عمرو وغيره‏:‏ دلوٌ أفِيقٌ، إذا كانت فاضلة على الدِّلاء‏.‏ قال‏:‏

* ليستْ بِدَلْوٍ بل هِيَ الأَفِيقُ *

ولذلك سمِّي الجِلْد بعد الدَّبغ الأَفيق، وجمعه أَفَقٌ، ويجوز أُفُقٌ‏.‏ فهذا ما في اللغة واشتقاقها‏.‏ وأمّا يوم الأُفاقة فمن أيام العرب، وهو يوم العَُظَالى، ويوم أَعْشاشٍ، ويوم مُلَيْحة- وأُفَاقَة موضع- وكان من حديثه أنّ بسطّامَ بنَ قيسٍ أقْبَل في ثلاثمائةِ فارسٍ يتوكّفُ انحدارَ بني يربوعٍ في الحَزْن، فأَوّلُ مَن طَلَع منهم بنو زُبَيْد حَتى حَلُّوا الحديقةَ بالأُفاقة، وأقبل بِسطامٌ يَرْتَبئ، فرأى السَّوادَ بحديقة الأُفاقة، ورأى منهم غلاماً فقال لـه‏:‏ من هؤلاء‏؟‏ فقال‏:‏ بنو زُبيد‏.‏ قال‏:‏ فأين بنو عُبيدٍ وبنو أَزْنَمَ‏؟‏ قال‏:‏ بروضة الثَّمَد‏.‏ قال بسطامٌ لقومه‏:‏ أطيعُوني واقبِضوا على هذا الحيّ الحريدِ من زُبيد، فإنّ السّلامة إحدى الغنيمتين‏.‏ قالوا‏:‏ انتفَخَ سَحْرك، بل نَتَلَقَّطُ بني زُبيدٍ ثمّ نتلقَّط سائرَهم كما تُتَلقَّط الكَمأَة‏.‏ قال‏:‏ إني أخشَى أن يتلقّاكُم غداً طعْنٌ يُنسيكم الغنيمةَ‏!‏ وأحسَّتْ فرسٌ لأُسيد بن حِنَّاءَة بالخيل، فبحثت بيدها، فركب أُسَيد وتوجّه نحوَ بني يربوعٍ، ونادى‏:‏ يا صباحاه، يا آل يربوع‏!‏ فلم يرتفع الضَّحاءُ حتّى تلاحَقُوا بالغَبِيط، وجاء الأُحَيْمِر بنُ عبد الله فرمى بِسطاماً بفرسه الشَّقراء- ويزعمون أنّ الأحيمر لم يطعن برمح قطّ إلا انكسر، فكان يقال لـه ‏"‏مكسِّر الرِّماح‏"‏- فلما أَهْوَى ليطعُنَ بِسطاماً انهزم بسطامٌ ومَن معه بعد قتْل مَن قُتِل منهم، ففي ذلك يقول شاعر‏:‏

فإنْ يَك في جَيش الغَبِيطِ ملامةٌ *** فجيشُ العَُظَالَى كان أخْزَى وأَلْوَما

وفَرَّ أبو الصَّهباءِ إذ حَمِسَ الوَغى *** وألقى بأبدان السّلاح وسَلّما

فلو أنَّها عُصفورةٌ لحسبتَها *** مُسوَّمَةً تدعُو عُبَيْداً وأَزْنَما

وهذا اليوم هو يوم الإيادِ، الذي يقول فيه جرير‏:‏

وما شهدَتْ يوم الإيادِ مُجَاشِعٌ *** وذا نَجَبٍ يومَ الأسنّةُ تَرْعَُفُ

‏(‏أفك‏)‏

الهمزة والفاء والكاف أصل واحد، يدلُّ على قلب الشيء وصرْفِه عن جِهَته‏.‏ يقال أُفِكَ الشَّيءُ‏.‏ وأَفِكَ الرّجُلُ، إذا كذَب‏.‏ والإفك الكذِب‏.‏ وأفكتُ الرّجُلَ عن الشيء، إذا صرفتَه عنه‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قالُوا أَجِئْتَنا لِتأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا‏}‏ ‏[‏الأحقاف 22‏]‏‏.‏ وقال شاعر‏:‏

إن تكُ عن أفضل الخليفةِ مَأْ *** فُوكاً ففي آخَرِينَ قد أُفِكُوا

والمؤتفكات‏:‏ الرياح التي تختلف مَهابُّها‏.‏ يقولون‏:‏‏"‏إذا كثُرت المؤتفكات زَكَتِ الأرض‏"‏‏.‏

‏(‏أفل‏)‏

الهمزة والفاء واللام أصلان‏:‏ أحدهما الغيبة، والثاني الصِّغار من الإبل‏.‏ فأمّا الغَيبة فيقال أفَلت الشّمس غابت، ونجوم أُفَّلٌ‏.‏ وكلُّ شيءٍ غابَ فهو آفلٌ‏.‏ قال‏:‏

فدعْ عنك سُعدَى إنّما تُسعِفُ النَّوى *** قِرانَ الثرَيّا مرّةً ثم تَأْفِلُ

قال الخليل‏:‏ وإذا استقرّ اللِّقاح في قَرار الرّحمِ فقد أفَل‏.‏

والأصل الثاني الأفيل، وهو الفصيل، والجمع الإفَال، قال الفرزدق‏:‏

وجاء قرِيعُ الشَّولِ قبلَ إفالِها *** يَزِفُّ* وجاءتْ خَلْفَه وهي زُفَّفُ

قال الأصمعي‏:‏ الأفيل ابنُ المخاض وابن اللبون، الأنثى أفيلة، فإذا ارتفع عن ذلك فليس بأفيل‏.‏ قال إهاب بن عمير‏:‏

ظَلَّتْ بمندَحِّ الرَّجا مُثُولُها *** ثامنةً ومُعْوِلاً أفيلُها

ثامنة، أي واردة ثمانية أيّام‏.‏ مُثُولها‏:‏ قيامها ماثلة‏.‏ وفي المثل‏:‏ ‏"‏إنّما القَرْمُ من الأَفيل‏"‏، أي إنّ بدءَ الكبير من الصَّغير‏.‏

‏(‏أفن‏)‏

الهمزة والفاء والنون يدلّ على خلوّ الشيء وتفريغه‏.‏ قالوا‏:‏ الأفَن قلّة العقل، ورجل مأفونٌ‏.‏ قال‏:‏

نُبِّئْتُ عُتبةَ خَضَّافاً تَوَعَّدَنِي *** يا رُبَّ آدَرَ مِنْ مَيثاءَ مأفُونِ

ويقال إنّ الجَوز المأفُونَ هُو الذي لا شيء في جوفه‏.‏ وأصل ذلك كلّه من قولهم‏:‏ أَفَنَ الفَصيلُ ما في ضرع أُمّه، إذا شربَه كلَّه‏.‏ وأفَنَ الحالبُ النّاقَةَ، إذا لم يَدَع في ضَرْعِها شيئاً‏.‏ قال‏:‏

إذا أُفِنَتْ أَرْوَى عِيالَكَ أَفْنُها *** وإنْ حُيِّنَتْ أَرْبَى على الوَطْبِ حِينُها

وقال بعضهم‏:‏ أَفَنت النّاقةُ قلّ لبنها فهي أَفِنَةٌ، مقصورة‏.‏

‏(‏أفد‏)‏

الهمزة والفاء والدال تدلُّ على دنو الشيء وقُرْبه، يقال أفِدَ الرّحيل‏:‏ قَرُب‏.‏ والأَفِدُ المستَعْجِل‏:‏ قال النّابغة‏:‏

أَفِدَ الترحُّلُ غير أنَّ رِكابَنا *** لَمّا تَزُلْ برِحَالِنا وكَأَنْ قَدِ

وبعثَت أعرابيّةٌ بنتاً لها إلى جارتها فقالت‏:‏ ‏"‏تقول لكِ أُمِّي‏:‏ أعطِيني نَفَساً أو نَفَسين أَمْعَسُ به مَنيئَتِي فإنِّي أَفِدَةٌ‏"‏‏.‏

‏(‏أفر‏)‏

الهمزة والفاء والراء يدلُّ على خفّةٍ واختلاط‏.‏ يقال أفَرَ الرّجُل، إذا خفّ في الخدمة‏.‏ والمِئْفَرُ‏:‏ الخادم‏.‏ والأُفْرة‏:‏ الاختلاط‏.‏